العدد 4375
الثلاثاء 06 أكتوبر 2020
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
سارقو التاريخ... سرقة التطور والعلوم
الثلاثاء 06 أكتوبر 2020

عندما احتل العثمانيون الأمة العربية عام 1517، دمرت الأمة العربية الإسلامية وحضارتها الإنسانية وما قدمته للبشرية من علوم وفنون وتطور في كل المجالات، من طب وفلك وأدب وفلسفة وعمارة وزراعة، وخسرت الإنسانية والبشرية هذه الأمة العربية المسلمة ودورها باستكمال التطور العلمي بسبب العثمانيين وفلسفتهم ومخططهم ضد الأمة العربية المسلمة.

فقد انتهج العثمانيون سياسة أن لا يسعى العرب المسلمون لأي عمل أو بحث أو تطور علمي، والسبب أن العثمانيين كانوا خليطا من قوقاز ومنغول وفرس وبقايا بلغار وأرمن ويونان وبيزنطيين، ولم يكن لديهم رابط لا عرقي ولا رابط تحضر لكي يستفيدوا من علوم العرب المسلمين ويقوموا بتطويرها أو على الأقل بتشجيع العلماء العرب لاستكمال علومهم الإنسانية، فقد كانوا يشعرون بالنقص العرقي من العرب المسلمين، وكان هدفهم إذلال العرب وجعلهم متخلفين لكي يكونوا مجرد سخرة وعبيد لهم، وهذه ليست أبدا أخلاق المسلمين، بل أخلاق خليط شعوبي يضم رعاعا لا يقيمون للعلم والتطور أدنى وزن.

لهذا سرق العثمانيون من الأمة العربية المسلمة ومن الإنسان العربي المسلم الإبداع والعلم والتطور، وجعلوا الأمة العربية تعيش سنوات وعقودا من التراجع، لا هم لها إلا دفع الضرائب للصعلوك العثماني حفيد الرعاع والسوقة وخدمة العثمانيين والبحث عن قوت يومهم. والأمر نفسه طبقه هؤلاء الرعاع مع كل بلد يحتلونه، حتى مع أوروبا الشرقية التي تضم الآن بلغاريا واليونان ومقدونيا ويوغوسلافيا السابقة، ففي الوقت الذي يتطور فيه كل بلد يفتحه العرب المسلمون سواء في فارس أو آسيا الوسطى وأفريقيا، وتنتشر فيه العلوم وينعم شعبه بالتطور العلمي، منع العثمانيون أي تطور لأوروبا الشرقية طيلة فترة احتلالهم لها، هذا في الوقت الذي شهدت فيه أوروبا الغربية التطور وعصر النهضة والثورة الصناعية، كونها لم تقع تحت احتلال الصعاليك والرعاع وقطاع الطرق العثمانيين.

لقد سرق العثمانيون من العرب ومن كل البلدان التطور والعلم والحضارة الإنسانية. وللسرقات بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية