إن الخط الأصلي في عملية تكريم كل مجتهد هو فرحة العمل ونعمة اليقين وجمال العطاء، والعمل التطوعي حياة رائعة بالمعنى الصحيح والمصدر والمنبع والأصل لكل ما هو خير للمجتمع، وتعتبر جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي التي بلغت ذروة العظمة، من أهم سبل النجاح والعطاء والتفاني في خدمة المجتمع، وتفتح أمام المواطن أبواب الرؤية الواضحة الجلية من أجل تحقيق وترسيخ وتعزيز مفهوم التكافل الاجتماعي، وتتويجا لعطاء الكوادر الوطنية في الصفوف الأمامية التي كانت لها إسهامات كبيرة في التخفيف من تداعيات جائحة كورونا تم تخصيص النسخة العاشرة من الجائزة لتكريم هؤلاء الأبطال الذين قدموا أروع الملاحم في التضحية والإخلاص والحس الوطني العالي وتحمل الأعباء دون النظر إلى أي مردود مادي، وهو اختيار موفق يعكس حكمة سمو الشيخ عيسى بن علي وبعد نظره وسعيه إلى نشر مفهوم العمل التطوعي وأهميته الكبرى في المجتمع.

في كل عام تزداد جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي تألقا وشمولا بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن، وقد حققت الجائزة منذ انطلاقها في عام 2011 نجاحات هائلة على المستوى المحلي والخارجي، وضاعفت الجهد والعطاء على كل الأصعدة في عمل الخير، وإثارة الإيجابية في النفوس واكتشاف القدرات والمواهب، وإعطاء المدلول الحقيقي للمجتمع المتميز والمتقدم.

إن تكريم المتطوع في أي مجال كان أشبه بالجدول الذي يغني في الصحراء، والوردة التي تضيء، والصفحات الأجمل والأعذب من كل شيء، فليس هناك أجمل من التضحية في سبيل الآخرين والعمل بإخلاص مثل شعلة المصباح، ناهيك عن خلق مشاعر الألفة والمحبة بين الناس، وتكريس الجهود لخدمة الأوطان والابتعاد عن السلبيات، إضافة إلى أن تكريم المتطوعين ظاهرة اجتماعية حضارية وتحفيز على الخلق والابتكار والثقة بالنفس.