العدد 4325
الإثنين 17 أغسطس 2020
banner
احترازات صحية قلبوها تضييقا “على الحريات الدينية”
الإثنين 17 أغسطس 2020

للأسف خرجت أصوات برلمانية في محاولة لخلق أرضية للتمزق داخل المجتمع والتحريض الواضح، وذلك عبر تصريحات غير مسؤولة بخصوص قرار الفريق الوطني الطبي لمكافحة وباء كورونا وإدارة الأوقاف الجعفرية، حيث اعتبرت تلك الأصوات تحديد “عشرين دقيقة” للبث المباشر في عاشوراء، تضييقا على الحريات الدينية ولا علاقة له بالاحترازات الصحية، ولا نعلم من أين جاءوا بمصطلح “تضييق على الحريات الدينية” والبحرين كما يعرفها العالم ونعيد ما ذكرناه، بلد التعايش والتسامح، بلد فريد من نوعه في احتضانه كل المذاهب والأديان، وكان ومازال واحة خضراء للتعايش، وقد يكون البلد الوحيد في المنطقة الذي تمارس فيه مختلف الطوائف طقوسها الدينية بكل حرية ولا تفريق بين هذا المواطن أو ذاك، وهذه أعراف وتقاليد ووشائج وروابط ممتدة إلى أزمان سحيقة، وكل الصروح الدينية لاقت كل الرعاية والاهتمام من قبل القيادة منذ زمن بعيد جدا وهذا ما يميز بلدنا الذي لا يعرف أية إساءة أو تمييز على أساس الانتماء الديني أو الاعتقاد أو الممارسة.


الجميع يعلم أن الاحترازات بشأن فيروس كورونا مازالت مستمرة، وتقوم الحكومة بكل ما يتوجب عليها لسلامة المواطن والمقيم، ويأتي قرار المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتعليق الصلوات في المساجد وتعطيل العبادات الجماعية والتجمعات الدينية، أمرا طبيعيا ويتناسب مع ظروف الوضع الصحي في البلاد، لاسيما أن التجمعات السبب الأكبر في انتشار الفيروس، والموقف الشرعي واضح ولا لبس فيه، كما أن رؤساء المآتم متفقون على السلامة العامة للجميع، وهي فترة استثنائية ومن ثم ستعود الأمور إلى طبيعتها، لكن تسييس المسألة محاولة عابثة وتخالف الواقع، وخروج عن الحدود من عدة أبواب، ومن غير المقبول أبدا استخدام الشعارات الدينية بهدف جذب الناس والانحراف عن المضمون والحقيقة.


قضية كورونا قلبت عجلة الحياة في كل مكان، ولسنا بحاجة إلى تمارين لغوية واستعراضية زائفة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .