العدد 4325
الإثنين 17 أغسطس 2020
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
سارقو التاريخ... سرقة القسطنطينية (2)
الإثنين 17 أغسطس 2020

سرقة العثمانيين للقسطنطينية تمثلت بربط الحديث الشريف “لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”، بأحد صعاليكهم القتلة، الذين نسجوا حوله الأساطير والبطولات ألا وهو محمد السفاح، في تحريف واضح لحديث الرسول الكريم.


وباستثناء الصوفية والعثمانيين وعبيدهم الإخوان المسلمين والمستتركين، فإن أهل الحديث والتفسير يؤكدون أن المقصود بالفتح، هو فتح آخر ليس على يد صعاليك عثمانيين، وهو فتح آخر الزمان على يد أمير ومعه العرب كما جاء بالحديث الشريف “فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض”، وليس صعلوكا عثمانيا ومشردين هدفهم الأول السرقة وليس نشر الإسلام، كذلك فإن الفتح المقصود هو فتح ليس بحرب كما جاء بالحديث الشريف “ويكون فتحها بالتسبيح والتهليل والتكبير، لا بكثرة العدد والعدة”، وهو ما لم يتحقق مع هؤلاء الرعاع وصعلوكهم الفاتح، حيث دخلوها بحرب وبتمثيل للجثث وقتل للأسرى بحقد عرقي، لأنهم خليط من قبائل مشردة وقطاع طرق ورعاع وسوقة لا يحملون أية رحمة وقيم إنسانية.

كذلك فإن فتح القسطنطينية، وبحسب حديث الرسول الكريم يعقبه ظهور الدجال وقيام الساعة، لحديث الرسول “فتح القسطنطينية مع قيام الساعة”، وهو ما لم يتحقق منذ 600 عام، إلا إذا قلنا إن الدجال هو فرعون تركيا الذي دمر سوريا وليبيا ونهب خيرات الصومال، واتبع جنته القطريون والإخوان المسلمون والمستتركون، وإلا إذا قلنا إن قيام الساعة اقترب حينما نرى بلدا يقول عن نفسه “إسلاميا”، وسلطان يقول عن نفسه إنه سلطان المسلمين وهم بحسب دستورهم يسمحون بالمثلية والدعارة القانونية وشواطيء العراة ومنع حدود الله من تقسيم الميراث وتعدد الزوجات، وهذا ما لم يفعله على مر التاريخ أي حاكم يدعي الإسلام.


لقد مجد العثمانيون القسطنطينية وأرادوا أن يكون احتلالها فرصة لتدوين بداية تاريخ لهم مليء بالقتل وإخماد حضارات البشرية واستعباد وإهانة أهل كل أرض يحتلونها وأولهم أسيادهم العرب، كذلك أرادوا ضرب القدس الشريف والأقصى حتى هذه اللحظة بالتمجيد للقسطنطينية وجعلها من مقدسات المسلمين، وسرقوا أحاديث للرسول ونسبوها لصعاليكهم. وللسرقات بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .