+A
A-

تركيا وانتهاكاتها شمال سوريا.. جدة لـ4 أطفال تناشد

ما زالت أفعال تركيا وميليشياتها شمال سوريا تنكشف يوماً بعد يوم، ورغم المناشدات الدولية تستمر أنقرة وأتباعها بانتهاكاتها، وللأكراد منها النصيب الأكبر.

الجديد اليوم أن النائبة الكردية المعارضة في البرلمان التركي عن حزب "الشعوب الديمقراطي"، الموالي للأكراد، عائشة سوروجيو، نشرت عبر "تويتر" مقطع فيديو لعائلة كردية اعتقلت القوات التركية منها ‏الأب والأم منذ عام 2015، فذهب الزوجان تاركين وراءهم 4 أطفال ترعاهم الجدة.

في التفاصيل، كشفت الجدة في العائلة المنحدرة من بلدة سروج، وهي بلدة كردية صغيرة على الحدود التركية السورية بالقرب من كوباني، أن القوات التركية اعتقلت الأب والأم بذريعة معالجتهما جرحى من المقاتلين ⁧‫الأكراد‬⁩ خلال معركة كوباني ضد ⁧‫تنظيم داعش‬⁩ الإرهابي في سروج.

‏وأضافت الجدة أنها ومنذ اختفاء الأبوان تحاول رعاية الأطفال، لكنها امرأة مسنّة وأرملة، ولا تقوى على هذه المهمة وحدها.

كما كشفت أن ابنها قبل الاعتقال لم يكن له أي دور سياسي، بل كان يملك مزرعة يعمل بها، مشيرة إلى أنها لم تخبر الأولاد بما حلّ بأبويهم، وعند كل سؤال تخترع الجدة قصة مفبركة للأطفال، فتارة تقول لهم سافروا وأخرى في المستشفى.

إلى ذلك، ناشدت الجدة السلطات والمسؤولين إطلاق سراح الأبوين، أو الكشف عن مصيرهم.

ليست المأساة الوحيدة!

يشار إلى أن هذه ليست المأساة الأولى، فمنذ دخول القوات التركية إلى المنطقة شمال سوريا والانتهاكات مستمرة.

وبين الحين والآخر، تكشف قصة جديدة، فقد تعددت الانتهاكات بين خطف فتيات وقتل وانتهاك أعراض وسرقة بيوت واحتجاز ممتلكات وترهيب.

وعلى الرغم من المناشدات الدولية التي علا صوتها في الفترة الماضية، إلا أن تلك الميليشيات لم ترتدع، بل زادت بشناعة أفعالها، فقد قامت منذ أيام قوات موالية لتركيا بجريمة بشعة حين أعدموا شابة كردية بالرصاص ورموا جثتها، وبعدها بفترة قليلة خطفوا امرأة وزوجها، وكل ذلك يأتي في إطار أفعال أخرى لا تقل أبداً عما قام به الدواعش سابقاً.

20 منظمة مدنية وحقوقية ناشدت العالم

يشار إلى أنه في مايو/أيار الماضي، ناشدت 20 منظمة مدنية وحقوقية، مجلس الأمن الدولي للتدخل ووضع حد للانتهاكات التي يقوم بها أتباع تركيا في الشمال السوري، وهي: "المرصد السوري لحقوق الإنسان، والهيئة القانونية الكردية، وجمعية الدفاع عن الشعوب المهددة -فرع ألمانيا، والمنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD)، واللجنة الكردية لحقوق الإنسان (الراصد)، ومركز توثيق الانتهاكات في شمال وشرق سوريا، ومنظمة مهاباد لحقوق الإنسان (MOHR)، وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في النمسا، ولجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا (MAF )، ومركز ليكولين للدراسات والأبحاث القانونية، ومؤسسة ايزدينا الإعلامية والحقوقية، والمركز السوري للدفاع عن حقوق الإنسان، ومنظمة حقوق الإنسان في سوريا (ماف)، ومنظمة حقوق الإنسان – عفرين، وشبكة عفرين بوست الإخبارية، ومركز عفرين الإعلامي، ومبادرة دفاع الحقوقية -سوريا، ومنظمة حقوق الإنسان في الجزيرة، ومنظمة حقوق الإنسان قي إقليم الفرات، وجمعية هيفي الكردية – بلجيكا".

وجاء النداء على شكل عريضة رسمية موقعة من الجهات المذكورة، أشاروا فيها إلى أن أفعال الفصائل المسلحة التي أطلقت لها تركيا العنان في الشمال السوري بعد أن قدمت لها الدعم اللازم، بدأت تسيء لآدمية الإنسان دون أدنى اعتبار أو احترام، وقد تجاوزت أفعالهم كل المحركات والأسس الأخلاقية بحق سكان عفرين من الكرد السوريين، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً.

إلى ذلك، أشار النداء إلى أن هدف هذه الجماعات إجبار سكان عفرين وإكراههم على ترك ديارهم والنزوح منها بغية استكمال تركيا لمخططاتها في تغيير ديموغرافية المنطقة وطمس هويتها وخصوصيتها الكردية.