العدد 4225
السبت 09 مايو 2020
banner
التعايش مع “كورونا”
السبت 09 مايو 2020

لم يعد أمامنا كجزء من هذا العالم سوى التعايش مع هذا الوباء الخطير الذي لم يعرف له لقاح أو دواء حتى الآن، صحيح أن مئات المؤسسات العلمية والطبية في أنحاء العالم تسابق الزمن من أجل إيجاد دواء أو لقاح، والكل يريد أن يسبق، ليس فقط لينقذ نفسه وشعبه ويخدم الإنسانية ولكن أيضا ليكسب ويستثمر هذا المرض في تحقيق أرباح مادية.

ولكن حتى الآن لم نجد شيئا نهائيا وحاسما في هذا الأمر، فكلما قرأنا أو سمعنا عن بارقة أمل هنا أو هناك، جاءنا من يفند ويشكك ويقول لا دليل، نحن إذا لا نملك الدواء أو اللقاح حتى اللحظة، لكن لابد للحياة أن تستمر، فتوقف الأعمال وتوقف السفر لا يمكن أن يدوم إلى الأبد، لأن هذا سيؤدي أيضا إلى الموت لأسباب أخرى كما سينتج عن ذلك انهيار اقتصادي وبطالة وفقر وتأثيرات خطيرة.

إذا كنا لا نملك الدواء أو اللقاح، فنحن نملك الوقاية من خلال اتباع التعليمات الصحية، ونستطيع أن نتعايش بشكل ذكي مع هذا الفيروس الخطير.

نحن في البحرين مثلا دولة تعتمد على السياحة والفندقة بشكل كبير ولابد أن تستقبل الكثير من الأجانب وبالتالي لابد من عودة الحياة لهذا القطاع المهم مع اتباع كل تعليمات الوقاية الخاصة بالطيران والإقامة في الفنادق حتى يأمن المواطن والمقيم على حياته.

وفيما يتعلق بكثير من الأعمال المكتبية والتي تعتمد على الإنترنت فلا مشكلة في ذلك لأنه يمكننا التوسع فيها وميكنة كل ما يمكن ميكنته من أعمال وخدمات، أما الأعمال اليدوية أو البدنية فلابد من الالتزام بكل تعليمات الوقاية والنظافة والإشراف الصارم على تنفيذ ذلك في كل مواقع العمل حفاظا على الأرواح حتى يأذن الله ويأتي الفرج.

ويبقى التعليم وضرورة وضع استراتيجية واضحة تتناسب مع مرحلة التعايش الذكي مع الفيروس من خلال التوسع في التعليم عن بعد ووضع خطة زمنية تراعي التباعد بين الطلاب خلال التواجد داخل المدارس وخلال الامتحانات.

العالم كله سيتعايش مع الفيروس والدولة التي ستفشل في التعامل الذكي مع الفيروس ستجد نفسها معزولة تلقائيا خصوصا فيما يتعلق بالسفر منها أو إليها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية