العدد 4208
الأربعاء 22 أبريل 2020
banner
الشيخة مي... وتطوير سوق المنامة
الأربعاء 22 أبريل 2020

هل يلوح هلال تطوير سوق المنامة في الأفق؟ لا أعتقد ذلك؛ التطوير الذي بدأ في السوق باستبدال لوحات المحلات ولد ميتًا.

الغائب الكبير في سوق المنامة ليست الخدمات ولا اللوحات، بل السوق المكتملة الأركان والتفاصيل، السوق اليوم تشبه مريضًا في حال موت سريري تبقيه الأجهزة على قيد التنفس، لكنها لا ترد إليه الحياة.

سوق المنامة التي كانت تعد أقدم سوق منظمة على مستوى الخليج العربي، تعاني اليوم الاحتباس الإبداعي، وزيادة منسوب ثاني أكسيد الإهمال، وارتفاع بدرجة حرارة التفوق. سوق موحلة اقتصاديا وتجاريا وتعاني ركودا على مستوى كل فصول السنة.

سوق عشوائية غير منظمة، لا يحدها سياق، لا يحيطها عنوان، كثير من المحلات مكتوب على لوحاتها (فلان لبيع المنتوجات القطنية) وتنظر على أرض الواقع أن المحل يبيع الخضروات، ودكان آخر تشير لوحته بأنه متخصص ببيع المكسرات، لكنه يبيع منتجات البلاستيك، وهكذا دواليك.

السوق في حاجة ماسه لرئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي آل خليفة، هذه المبدعة التي تعيش غربة على مستوى تنفيذ هذه السوق رغم تفوقها في جميع المشارب التي أوكلت إليها، هذه امرأة رائحة الإبداع تفوح من يديها، وهي قادرة على اغتيال مناعة الفشل، وتحويل الفرص الاستثمارية الضائعة (سوق المنامة) إلى علامة فارقة على المستوى الثقافي والتجاري والسياحي.

وحدها الشيخة مي من باستطاعتها أن تعيد البسمة لوجه السوق البائس الحزين، هي بارعة في تصاميم الجدران والعمران وإعادة هيكلة السوق، وهي صاحبة مخيلة تفوق براعة من مخيلة مصممي أزياء باريس وميلان، وبإمكانها تنجح بعد أن سقط الكثيرون ممن أوكلت لهم مهمة تطوير السوق مضرجين بفشلهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية