عندما مات كلب الأديب الإنجليزي الشهير “برنارد شو” بنى له قبرا ودفنه فيه وكتب على هذا القبر: “هنا يرقد أوفى أصدقائي”، فوفاء الكلب شيء معروف لدى كل البشر وليس لدى برنارد شو وحده، فطالما عاش معك الكلب وأكل طعامك صار وفيا لك إلى درجة لا تصل إليها غالبية بني البشر.
تذكرت هذه الحكاية قبل أيام قليلة عندما قرأت خبرين مختلفين لهما صلة مباشرة بفيروس كورونا الذي أصاب العالم بالهلع، وكان الخبر الأول عبارة عن فيديو على الفيسبوك لأحد أتباع جماعة الإخوان الإرهابية في مصر وهو ينصح أتباع الجماعة بنصيحة عجيبة جدا.
اعتقدت في بداية الفيديو أنه سيتكلم عن علاج أو عن طريقة للوقاية من هذا المرض، لكن هالتني نصيحته التي طلب فيها من كل شخص إخواني يصاب بفيروس كورونا أن يجتهد في نقل هذا الفيروس إلى رجال الجيش والشرطة والقضاء ورجال الأعمال ورفع شعار “لماذا تموت وحدك؟”، فلتدخل عليهم في أماكن وجودهم وتصافحهم لكي تنقل المرض إليهم، واعتبر هذا جهادا في سبيل الله! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ودون أن أعلق على ما ورد في الخبر الأول أنتقل إلى الخبر الثاني وهو خبر الكلب الصيني “باي باي” الذي قام بعمل بطولي خلال أزمة كورونا التي تمر بها بلاده وبالتحديد خلال عمليات الإنقاذ للأشخاص الذين سقط عليهم الفندق الذي كان يستخدم كمستشفى لعزل المصابين بالفيروس، حيث ظل هذا الكلب ينقذ أعدادا من الناس وسط الركام وقطع الحديد والزجاج حتى نزفت أقدامه من الإصابات وسالت منها الدماء في مشهد لا تصفه الكلمات، ولا تعليق.