العدد 4171
الإثنين 16 مارس 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
الخبرة والمؤهل والقيادة الإدارية
الإثنين 16 مارس 2020

قرر جون أن يتعلم السباحة، فاشترى عددًا من الكتب التي اعتقد أنها ستحقق له هذا الهدف. أمضى جون وقتًا مع تلك الكتب وقرأها بكل عناية وتركيز حتى أحس بأنه يمتلك الآن كل المقومات التي تساعده على ممارسة السباحة وفن العوم.

ركب جون قاربًا ليأخذه إلى المياه العميقة، فقد رفض البدء بالتدرج، كيف يفعل ذلك وقد اجتاز الامتحانات النظرية التي وضعها لقياس مدى فهمه لمحتوى تلك الكتب بنجاح؟


قفز جون في تلك المياه العميقة ولم يخرج منها حتى هذه الساعة. كنت قد تناولت تلك الطرفة في مقالة قديمة، وها أنا أستعين بها مرة أخرى في هذا الموقف؛ لأبين لأحد الشباب الطموحين أن امتلاكنا المؤهل الأكاديمي لا يكسبنا بالضرورة المقدرة على اختزال سنوات الخبرة الفعلية المطلوبة أو تجاوزها عندما نتحدث عن الوظائف القيادية، فهذه الوظائف تتطلب من شاغلها الدراية والخبرة والحكمة التي تعينه على اتخاذ القرار.

فاتخاذ القرار مسؤولية قد تترتب عليها تبعات غير متوقعة أحيانًا إذا لم يتم بالمهنية المطلوبة.


نقلت ذلك إلى الشاب الذي سألني خلال مقابلة شخصية عن المدة التي يمكن أن يصل بعدها إلى وظيفة قيادية وكيف يمكنه اختزال تلك المدة، خصوصا أنه يحمل مؤهلات من إحدى الجامعات المعروفة والمشهود لها كما قال. لم أفاجأ أبدًا عندما رد عليَّ قائلاً: لكننا نحن نختلف عن الجيل القديم! نحن جيل التكنولوجيا واكتساب المعرفة بسرعة ويمكننا اختزال وتجاوز الأطر الزمنية الموضوعة للخبرة العملية، فنحن نمتلك الطموح والمؤهل والمقدرة على التكيف والتعامل مع أي وضع أو موقف غير عادي قد يواجهنا مهنيًّا.


أجبت الشاب: أنا أؤمن بالترقي التدريجي، فهذا يكسبنا الخبرة العملية عبر مستويات متفاوتة من المسؤولية، وهذا يحتاج منا التريث والتروي والعمل الجاد، هكذا تعلمنا...


• استذكر مقولة للدكتور غازي القصيبي (رحمه الله) وأخالها ذات صلة بموضوع اختزال الوقت أو الزمن فهو يقول: كنت ولا أزال أرى الحلول العاجلة هي أقصر الطرق إلى الفشل، كنت ولا أزال أرى النجاح لا يمكن أن يتحقق إلا بالعمل الدائب المبني على تخطيط علمي، انتهى. ما رأيك سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية