رغم أنها كانت أكثر الدول التي شهدت وفيات جراء فيروس كورونا، ورغم ما أثارته من مخاوف من أن تكون معزولة عن العالم كما هو مصير أول بؤرة انتشر فيها هذا الفيروس وهي مدينة “ووهان” بالصين التي أصيبت بالشلل التام وباتت منقطعة عن خارجها وتحولت لمدينة أشباح، إلا أن السلطات الإيرانية اعتمدت نهج الخداع والتضليل والكذب على شعبها والعالم في واحدة من الكوارث الإنسانية التي لا حل لها إلا بالشفافية والوضوح والتعاون بين الجميع.
ورغم إصابة مسؤولين بالفيروس وكان أولهم مرتضى رحمان زادة، رئيس بلدية المنطقة 13 بطهران، والذي نُقل إلى المستشفى مصابا بأعراض كورونا وفقًا للتلفزيون الإيراني نفسه، لم يتخل النظام عن كذبه إلا مع زيادة أعداد المسؤولين المصابين للدرجة التي بات من الصعب إخفاؤها، حيث امتدت لتشمل رجال دين ودبلوماسيين وبرلمانيين ونوابا وزراء إلى نائب رئيس البلاد لشؤون المرأة.
الكذب صفة متأصلة في النظام الإيراني في كل تعاملاته وسياساته مع جيرانه وفي جميع القضايا المشتركة مع المجتمع الدولي، وتسعى إيران من خلاله لتحقيق مطامعها في التوسع والهيمنة وإثارة الفوضى والقلاقل، فهي تضع نفسها في عداء مع غيرها من الدول طالما لم تكن تحت إمرتها وسطوتها.
لكن حين يمارس النظام الكذب على شعبه في قضية تتعلق بصحته وحياته، فهذا يعني أنه يتعامل مع مواطنيه وكأنهم أعداء لا يعنيه أمرهم ولا يهتم بشؤونهم.
وحين لا يقوى هذا النظام على الصدق في التعامل مع هذه المحنة العالمية، فلأنه مدرك تمامًا أن الثقة مفقودة بينه وبين الخارج بسبب تصرفاته وممارساته غير الملتزمة بالقوانين والمنافية للقيم والأخلاق والتي تلحق الضرر بالدول والشعوب الأخرى.