العدد 4131
الأربعاء 05 فبراير 2020
banner
وَخْـزَةُ حُب د. زهرة حرم
د. زهرة حرم
سنة فأر من أولها!
الأربعاء 05 فبراير 2020

ما إن تُذكر الفئران؛ حتى تقفز إلى أذهاننا كلمة (طاعون) أجاركم الله! وباءٌ سرعان ما يتفشى، وينتشر بلا هوادة أو ركود؛ فيفتك بالبشر، واحدًا بعد الآخر! لذلك؛ يعد الطاعون الوجه الآخر للموت؛ والموت غير المريح، الذي يسبقه عذاب، ومعاناة، وويلات! ومما يميز هذا الوباء/ الطاعون؛ أنه فُجائي، مُباغت؛ يحدث من دون مقدمات، أو سابق إنذار! ولا يمنحك الوقت الكافي لاكتشافه؛ إلا بعد سقوط عدد من ضحاياه، يُقدّمون؛ كأنهم قرابين فداء؛ حتى يكتشف نفر من العلماء أو الأطباء لقاحاتٍ مضادة له!

في عالم الأبراج الفلكية الصينية؛ يتصدر هذا العامَ 2020 برجُ الفأر! لذلك يسمى عام الفأر، وهو الأول في الترتيب بين بقية الأبراج (25 يناير- 11 فبراير). وفيما يُنظر إليه في دول شرق آسيا؛ كالصين واليابان، بشيء من الإعجاب؛ نظرا لبعض صفات الفأر الإيجابية لديهم؛ ننظر إليه نحن - وتشاركنا الدول الغربية - باشمئزازٍ ونفور؛ فهو رمز للمرض، والقذارة – أعزكم الله – وحيثما يحلّ؛ يكون التخريب، والدمار، والفوضى!

وبغض النظر عن الطبيعة الخاصة ببرج الفأر الصيني؛ فإن استهلال هذه السنة، بوباء فيروسيّ صينيّ المصدر بامتياز؛ يقلب كثيرًا من المعادلات، في أكثر من صعيد، ليس على الصين وحدها، بل على العالم أجمع، فمن وجهة النظر الفلكية لمشتغلين في المجال: إن هذا البرج يحلّ كل 12 عامًا، ويقابله من الأبراج الغربية الدلو، والتاريخ يشهد بمرور العالم بكوارث طبيعية، وأزمات مالية اقتصادية، وحروب واضطرابات؛ كلما حل هذا البرج! هذا ونحن – يا سادة - في أول العام! الله يستر من القادم.

في عالمنا العربي؛ هي سنة فأر من أولها، “داخلة على ثقيل!”، وكلنا يشاهد ما يحصل؛ مفاجآت لا أقل من أن نصفها بالصادمة! فمن الواضح لأي متتبع للأحداث – خارج نطاق الفلك وحسابات الطوالع - أنها سنة تحولات كبيرة، وقلب طاولات حادّ، في طريقها لتغييرات جذرية؛ لا تُعنى بالتدريج، أو التساهل!

هل سيؤثر ذلك علينا نحن – شخصيًا - أم أننا في المنطقة الآمنة، مرتاحين، بعيدين عن وجع الدماغ!؟ لاشك أننا نشارك المجتمعات الأخرى في العالم؛ الهواء والماء على أقل تقدير! فما يحدث في أقصاها، يصل إلى أدناها! والله يحفظ التكنولوجيا؛ من قرية واحدة إلى جيبٍ واحد! هلع وذعر بسبب خبر على هاتفك! ومحاولات بحثك عن كيفيات الوقاية! ولغط يدور عن مؤامرات مُدبّرة، ونهايات الزمان، وأنت ترتعد وترجف! هذه بوادر سنة الفأر، كم تمنينا لو كانت سنة الأرنب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية