واظب نظام الملالي بصورة ملفتة للنظر على اتباع نهج وسياسة من شأنها منع أي نشاط أو تحرك سياسي أو إعلامي من شأنه جمع شعوب المنطقة والعالم الإسلامي في جبهة واحدة مع الشعب الإيراني من أجل النضال ضده، ومن يتابع نشاطات وأعمال هذا النظام طوال العقود الأربعة المنصرمة، يجد أن هذا النظام عمل بصورة حثيثة ودؤوبة من أجل دق اسفين بين منظمة مجاهدي خلق (باعتبارها أيقونة النضال من أجل الحرية في إيران) وبين شعوب وبلدان المنطقة، وهدف النظام من وراء مخططه هذا بعثرة وتفتيت النضال ضده وعدم السماح بتوحده في جبهة واحدة، إذ ليست لديه القدرة على الاستمرار طويلا أمام هكذا جبهة.

في الوقت الذي كان فيه النظام الإيراني يقوم بهكذا مسعى شيطاني خبيث، فإن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية، كانت تدعو باستمرار إلى ضرورة قيام جبهة موحدة ضد التطرف والإرهاب الذي يجسده نظام الملالي، وقوام هذه الجبهة شعوب المنطقة والمقاومة الإيرانية والقوى الخيرة في العالم، ولئن كان النظام الإيراني قد وضع كل إمكانياته من أجل الحيلولة دون قيام هكذا جبهة، ولكن النشاطات والتحركات المستمرة للسيدة رجوي والأحداث والتطورات التي حدثت في المنطقة، أكدت ضرورة قيام هكذا جبهة وضرورة توحيد النضال من أجل مواجهة نظام الملالي الذي صار مثل الكابوس الذي يجب استئصاله وتخليص إيران والمنطقة والعالم منه.

عندما تقيم المقاومة الإيرانية وسط العاصمة النمساوية فيينا وقفة تضامنية مع الحراك الشعبي المستمر في العراق، رافضة الإجرام الذي يمارسه النظام الإيراني وميليشياته بحق المتظاهرين العراقيين باعتباره نظاما محتلا، وكان قد حضر الوقفة نشطاء إيرانيون وعراقيون وسوريون، فإنها “أي المقاومة الإيرانية” بذلك تخطو خطوة نوعية للأمام باتجاه توحيد النضال بين شعوب إيران والعراق وسوريا من أجل التصدي لعدوانية وشر النظام القرووسطائي، والملفت للنظر أن يأتي هذا النشاط في وقت بعث فيه زعيم المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي رسالة إلى الثوار العراقيين المنتفضين بوجه نظام الملالي وعملائه في العراق يحييهم فيها على استمرار نضالهم الذي يزرع الأمل والتفاٶل بالغد ويؤسس وبصورة عملية من أجل قطع دابر نظام الملالي وعملائه في العراق. “الحوار”.