العدد 4102
الثلاثاء 07 يناير 2020
banner
ويبقى وجه نظام الملالي قبيحا
الثلاثاء 07 يناير 2020

غريب وعجيب أمر أولئك الذين يتدافعون ويتسابقون من أجل تجميل الوجه البشع لنظام الفاشية الدينية الحاكمة في طهران، والذي يطبق مبدأ ولاية الفقيه الاستبدادي الإقصائي الدموي التعسفي، والأغرب من ذلك أن هناك عددا كبيرا من الكتاب والمثقفين العراقيين والسوريين واللبنانيين من بين هؤلاء المدافعين، حيث جعلوا من قضية اغتيال الإرهابي قاسم سليماني مبررا ومسوغا من أجل الدفاع عن هذا النظام، وهم يستميتون في الدفاع عنه وهو النظام الذي سلب الأمن والاستقرار من بلدانهم وجعل الحياة فيها جحيما لا يطاق.

الكذب على الذقون وتمويه الحقائق وخداع الناس، من مقومات وأسس هؤلاء المدافعين عن هذا النظام القمعي الذي يعتبر كل معارض أو مخالف له بمثابة محارب لله ويجب القضاء عليه وقتله، وقد كان من ضمن مهمات قاسم سليماني تصفية المعارضين لنظام الملالي، كما أن الإيحاء بديمقراطية النظام وتعامله الإنساني مع شعبه وشعوب المنطقة ليس في واقع الأمر إلا من أجل تسويق هذا النظام وتصويره على أنه مثالي ونموذجي وجدير بأن يحتذى به، لكن لا تمر فترة أو أخرى إلا ونرى الكثير من الدلائل والمؤشرات التي تؤكد كذب كل مزاعم تجميل الوجه القبيح للنظام، فمعدنه وماهيته معادية لكل ما هو إنساني وحقاني.

نظام الملالي الذي رأى ويرى في كل معارض له هدفا مشروعا للقتل، يرى أيضا في بلدان المنطقة التي تقف بوجهه وترفض مخططاته ومشروعه، بمثابة العدو الذي يجب استهدافه عن طريق تأسيس خلايا وأحزاب معادية تعمل من أجل زعزعة أمن واستقرار هذه البلدان، ومن دون شك فإن من صلب أهداف قاسم سليماني وفيلقه الإرهابي السعي إلى تصفية المعارضين كما فعل ضد سكان أشرف وليبرتي أيام كانوا في العراق، حيث ارتكب بحقهم مجازر وجرائم مروعة من ضمنها مجزرة 8 نيسان2011  ومجزرة الأول من أيلول 2013، إلى جانب ما ارتكبه بحق الشعب العراقي من عمليات تغيير ديموغرافي وعمليات تهجير وأمور أخرى مشابهة، وقاسم سليماني لا يمكن أن يصبح مقتله مبررا لتبييض وجه النظام الأسود وجعله يبدو جميلا، هذا النظام الذي تلطخت يداه بدماء شعبه وشعوب المنطقة ولاسيما شعوب سوريا والعراق واليمن ولبنان. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .