+A
A-

موجة اعتقالات جديدة بإيران.. 650 شخصا آخرين خلف الأسوار

أعلنت السلطات الإيرانية استمرار حملة الاعتقالات التي قالت إنها طالت 650 شخصاً وذلك بعد مرور أكثر من شهر على الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للنظام في إيران.

ولا تزال قوات الأمن تشن حملات اعتقال جماعية في مدن مختلفة، حيث قال قائد الشرطة في كرمانشاه، علي أكبر جافيدان، الأربعاء، إنه تم اعتقال 250 متظاهرًا آخر في تلك المدينة.

كما أعلن مسؤولون أمنيون عن اعتقال أكثر من 400 شخص في محافظات ألبرز بالقرب من طهران، فضلاً عن محافظتي الأهواز وفارس في الجنوب.

وعلى الرغم من استمرار الاعتقالات العشوائية، لا يوجد حتى الآن رقم رسمي حول عدد المعتقلين أثناء وبعد الاحتجاجات التي بدأت في 15 نوفمبر بعد ارتفاع مفاجئ في أسعار البنزين بثلاثة أضعاف.

قال بعض المسؤولين، بمن فيهم النائب البارز في البرلمان، حسين نقوي حسيني، من لجنة الأمن القومي، إنه تم اعتقال حوالي 7000 محتج خلال الأسبوع الأول بعد بدء الاحتجاجات.

هذا بينما تشير تقديرات المنظمات الحقوقية اعتقال أكثر من 8000 شخص، في حين تتحدث مصادر المعارضة الإيرانية عن 12 ألف معتقل.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن قائد شرطة كرمنشاه قوله إن المعتقلين "سفاحون وقاموا بتحريض المواطنين على التمرد وتدمير الممتلكات العامة والخاصة ومهاجمة الشرطة وقوات الباسيج".

"مؤامرات خارجية".. التهمة المعلبة

وتشبه هذه الاتهامات ما أطلقه كبار المسؤولين الإيرانيين ضد المتظاهرين حيث ربطوا الاحتجاجات بـ "المؤامرات الخارجية" متجاهلين مطالب الشعب.

وقال جافيدان إن معظم المحتجزين في كرمانشاه، غرب إيران، تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عامًا. وادعى أن بعض المعتقلين اعترفوا بصلتهم بـ "الجماعات الإرهابية وأعداء الثورة".

كما زعم أن بعض المحتجزين كانوا بحوزتهم أسلحة، في حين أن العديد من مقاطع الفيديو التي تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لا تظهر أي متظاهرين مسلحين.

وكان المسؤولون القضائيون بمن فيهم المدعي العام محمد جعفر منتظري ووزير الداخلية عبد الرضا رحماني فاضلي قد وعدوا في وقت سابق بتوضيح الأمور بشأن عمليات الاعتقال في أسرع وقت ممكن لكن هذا لم يحدث في حين أن عدد المحتجزين في ارتفاع.

وفي السياق، أعلن قائد الشرطة في محافظة ألبرز، عباس علي محمديان، عن مزيد من الاعتقالات في المحافظة خاصة في منطقة فرديس بالقرب من كرج يوم الثلاثاء.

أما قائد الشرطة في مقاطعة فارس، فقال للصحفيين إن ما لا يقل عن 300 متظاهر تم اعتقالهم في تلك المقاطعة.

مواصلة الاعتقالات في الأهواز

وفي الأهواز، قال قائد الشرطة أنه تم اعتقال 136 شخصًا في تلك المقاطعة بتهمة "إطلاق النار وحيازة الأسلحة بشكل غير قانوني".

وشهدت الأهواز أكبر حملة قمعية باعتبارها أول منطقة بدأت فيها الاحتجاجات الشعبية حيث قامت قوات الأمن والحرس الثوري بارتكاب مجزرة في بلدة الجراحي التابعة لمدينة معشور، جنوب الإقليم، حيث قتل فيها حوالي 70 شخصا من المحتجين والمواطنين برصاص القوات الحكومية التي استخدمت الأسلحة الثقيلة والدبابات لاقتحام المنطقة.

ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، قُتل ما لا يقل عن 304 من المتظاهرين خلال الأيام الثلاثة الأولى من الاحتجاجات في الفترة من 15 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول، بينما حددت جماعات المعارضة العدد بحوالي 1500 قتيل.

وعبرت المنظمة عن قلقها بشأن عمليات الاعتقال العشوائية والاختفاء القسري في إيران ودعت الأمم المتحدة إلى رفع القضية إلى مجلس الأمن ولجنة حقوق الإنسان.