+A
A-

حراك بعلبك متواصل.. "لن نخرج من الساحة مهما هددونا"

منذ اليوم الأول لبدء الحراك الشعبي بلبنان في 17 تشرين الأول/أكتوبر، انضمت مدينة بعلبك في البقاع (شرق البلاد) إلى الساحات المُنتفضة في مختلف المناطق للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط ومحاربة الفساد.

فهذه المدينة التي تعتبر في غالبيتها محسوبة على الثنائي "حركة أمل" و"حزب الله"، لم تجد نفسها بعيدة عن المطالب التي يُنادي بها المتظاهرون في كل لبنان، لأنها تشكل العنوان الأول للحرمان وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتقاعص الدولة ومؤسساتها عن القيام بأبسط واجباتها.

حراك بعلبك وإن كان يقتصر يومياً على العشرات من الشبان والشابات ولا يناهز المئات، إلا أن مفعوله أثمر وأوجع وشكّل صرخة بوجه الثنائي "حزب الله" و"حركة أمل"، ثنائي القرار في بعلبك - الهرمل وممثلوها على مر عشرات السنين. فكانت ردة فعل أنصار الحزب والحركة بالاعتداء على المحتجين في بعلبك الثلاثاء، تحديداً في ساحة خليل مطران وسط المدينة، حيث عملوا على تكسير خيم المعتصمين، مرددين شعارات مذهبية كما حاصروا متظاهرين داخل أحد المحال التجارية.

لن نخرج من الساحة

وبحزم قالت سلوى الشمالي، إحدى الناشطات في حراك مدينة بعلبك لـ"العربية.نت": "لن نخرج من الساحة مهما هددونا أو تعرضوا لنا جسدياً. وما حطّموه سنُعيد تركيب بديل عنه".

كما أثنت الشمالي على "دور الجيش اللبناني في تأمين الحماية"، مضيفة: "عناصر الحزب والحركة حاولوا قتل مصور من الحراك إلا أنهم لم ينجحوا".

ويأتي اعتداء مناصري حزب الله وحركة أمل على القائمين على الحراك في بعلبك بعدما أزالوا خياماً للمحتجين في مدينة صور جنوب البلاد، وأشعلوا فيها النيران، ما دفع قوات الأمن للتدخل وإطلاق النار في الهواء.

شيخ من حزب الله يفاوض

ويتقارب المشهد بين مناطق شيعية في جنوب لبنان ومناطق أخرى في البقاع، حيث الأغلبية من الطائفة الشيعية، ويُعتبر الحراك بوجه أداء ممثلي الطائفة. واللافت أن هتافات البقاعيين والجنوبيين منذ بدء الحراك لم تكن إلا وطنية بامتياز، ومطالبهم ممزوجة بحرمان مُزمن وإهمال أنتج صرخات منذ سنوات كانت تداوى بالتخدير من الأحزاب المسيطرة في المنطقتين وسياسييها، ووعود تذهب أدراج الرياح.

إلى ذلك أكدت سلوى الشمالي، التي كانت في ساحة خليل مطران في بعلبك أثناء "غزوة" مناصري الحزب والحركة: "حاولوا التفاوض معنا بواسطة الجيش من خلال الشيخ محمد جعفر (المحسوب على حزب الله) لإخلائها بحجة أننا تعرضنا بالشتائم لأمين عام حزب الله حسن نصرالله ورئيس البرلمان نبيه بري، إلا أننا رفضنا ذلك لأننا لم نكِل الشتائم كما يدّعون ولأن مطالبنا واضحة".

شعارات طائفية

واستغربت الشمالي كيف "أنهم "خائفون" من استمرار حراكنا ويتهموننا بالإرهاب، في وقت أن أعدادنا ليست كبيرة وحراكنا سلمي ليس موجهاً ضد أحد. وتفاجأت بالشعارات الطائفية التي رددها مناصرو الحزب والحركة أثناء "الغزوة" في حين أن مطالبنا وطنية ومعيشية لا تستفز أحداً".

وأضافت: "علمنا "بالغزوة" منذ صباح الثلاثاء واتفقنا كحراك على استقبالهم بالورود وإطلاق هتافات "سلمية سلمية" إلا أننا تفاجأنا بأعمال الشغب التي قاموا بها وتحطيم خيامنا والأعلام اللبنانية".