العدد 4029
السبت 26 أكتوبر 2019
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الشعوبيون الجدد... تحالف شعوبي إعلامي
السبت 26 أكتوبر 2019

استكمالا لما يقوم به الإعلام الشعوبي التركي ضد الأمة العربية المسلمة فإن تشويه صورة الأمة العربية، سواء شعبها أو أنظمتها أو سياساتها أو تاريخها، جزء من عمله الأساسي، ويتم ذلك الأمر عن طريق استضافة شخصيات ليست بالضرورة موالية لتركيا، لكنها معارضة لسياسة الدول التي تختلف سياسياً وفكريا مع النظام الحاكم بتركيا، أو هناك اختلافات أو منافسة بينها وبين هذه الدول العربية المسلمة. هذه الشخصيات تقوم أثناء مناقشاتها بتوجيه الاتهامات ونقد سياسة الدول العربية والتشكيك في مصداقيتها، من أجل توصيل رسالة غير مباشرة للمشاهد العربي بأن سياسات هذه الدول العربية، المعارضة لتركيا إقليمياً وإسلامياً، هي سياسات خاطئة وفاقدة للمصداقية.

فمثلا تقوم هذه الشخصيات - غير الموالية لتركيا، والمعارضة للأمة العربية المسلمة - مثل الحوثيين وأنصار حزب الله والحشد الشعبي، بتوجيه الاتهامات وسهام النقد والتشكيك في مصداقية سياسات الدول العربية، من أجل صرف أنظار المشاهد العربي عن التدخل التركي بقطر والصومال وليبيا ومصر وتونس.

الأسلوب الآخر هو عدم التطرق لسلبيات ومساوئ وأخطاء السياسة التركية، ولأن وسائل الإعلام التركية والقطرية الموالية تتبع التحالف التركي القطري، فإنها لا تحاول مطلقاً التطرق لما يجري في تركيا، لأن هذا من المحرمات والخطوط الحمراء. وما حدث خلال الانتخابات البلدية الأخيرة من تداعيات وانهيار صفوف الحزب الحاكم وانهيار الليرة وانحسار شعبية الرئيس بالعالم العربي لدرجة كبيرة، وعدم تناول هذه الأمور وفق أبسط قواعد المهنية والموضوعية، يوضح بجلاء الهدف الأساسي الذي أنشئت من أجله هذه القنوات التركية الشعوبية وهي ضرب الوحدة العربية ومحاولة إزالة الهوية العربية المسلمة واستبدالها بهوية عثمانية شعوبية عنصرية نتنة.

إن عدم التطرق بحيادية لما يجري في تركيا، أوضح للمشاهد حقيقة الإعلام السياسي الشعوبي التركي، وحقيقة الآلة الإعلامية التركية والقطرية التي بدت فاقدة للمصداقية أمام المشاهد العربي، نتيجة انكشاف الحقائق والوقائع. ومن المتوقع أن تكون تركيا وقطر وإيران وسياساتها هدفاً للآلة الإعلامية العربية، في هجوم مضاد يستهدف مواجهة الدعاية الشعوبية لهذا التحالف الثلاثي الذي يسعى بكل جهد لتقسيم الأمة العربية، وسنشاهد في القريب قنوات عربية ناطقة بالفارسية والتركية موجهة للشعوب الإيرانية والتركية، في محاولة لتوصيل الرسالة السياسية العربية لهذه الشعوب. وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية