+A
A-

وداعاً لـ"الحبة الزرقاء".. علاجٌ "ثوريٌّ" للضعف الجنسي عند الرجال!

عادة ما يلجأ الرّجال الذين يعانون من الضّعف الجنسي إلى الأدوية المنشطة جنسياً كالحبوب الزّرقاء وغيرها والتي يكون مفعولها آنياً، لكنّها لا تشكّل علاجاً جذرياً ومستداماً لهذه المشكلة.

إلا أنّه ومع تطوّر العلم، باتت هنالك علاجات جديدة مستدامة لهذه المشكلة ومعترف بها أوروبياً يمكن أن تشكّل بديلاً لأدوية المنشطات الجنسية وبنسبة نجاحٍ مرتفعة، وبلا عوارض جانبية.

أخصائي جراحة المسالك البولية والضعف الجنسي، الدكتور جواد أنطوان الفغالي، يوضح أنّ الضعف الجنسي لدى الرّجال هو عدم القدرة على القيام بعلاقة جنسية كاملة مع الشّريك، لكنّ ذلك لا يعني بالضّرورة عدم القدرة على الإنجاب إذ أنّ مشكلة الإنجاب مرتبطة بالسائل المنوي لدى الرّجل.

إلا أنّ الدكتور الفغالي، المتخصّص في الولايات المتحدة، يلفت إلى أنّ حصول قصورٍ لدى الرّجل أثناء العلاقة الجنسية لمرّة أو أكثر لا يعني بالضرورة أنّه يعاني من الضعف الجنسي، ويوضح في هذا الصّدد أنّه "لتشخيص مشكلة الضعف الجنسي لدى الرجل يجب أن تترافق مع عجزٍ جنسي في مدة أقلها 6 أشهر، وفي أكثر من 50% من المرّات التي تحدث بها العلاقة".

ويشدّد الدكتور الفغالي على أهمية التطرّق إلى هذا الموضوع بدون أيّ تردّد أو حرج، نظراً للنسبة المرتفعة للضعف الجنسي عند الرجال، فهي تتراوح بين 5 و10% للرجال دون سنّ الـ 40، وتتخطّى النسبة الـ 37% للرجال بسنّ الـ 40 سنة وما فوق.

وعن أسباب مشكلة الضعف الجنسي لدى الرّجال، يشير الطبيب الحائز على الـ"بورد" الأوروبي في الطب الجنسي، في حديث لـ"لبنان 24" إلى أنّ "الأسباب قد تكون إمّا نفسية، إمّا عضوية مرتبطة بالأعصاب أو بالشّرايين أو بالهرمونات (هرمون الذكورة، وهورمون الغدة)، أو أسباب أخرى ناتجة عن تناول بعض أدوية الضغط والأعصاب".

ويؤكّد أنّ أغلب أسباب الضعف الجنسي تعود إلى تصلّب الشرايين الناتج عن أمراض: السّكري، الضغط، "الكوليسترول" و"التريغليسيريد" وكسل الكلى، إضافة التدخين، التقدّم بالعمر، والوزن الزائد.

ويلفت إلى أنّ "العلاجات التّقليدية للضعف الجنسي هي آنية لتوسعة الشرايين، لكنّها لا تحلّ المشكلة حيث نعود إلى نقطة الصفر فور زوال مفعولها"، ويضيف: "من هنا تكمن أهمية التركيز على علاج مستدام من خلال تجديد خلايا الشرايين المتصلبة".

ويوضح الدكتور الفغالي، أهمية العلاج الحديث و"الثّوري" المسمّى "Low Intensity Shock Wave Therapy"  في حلّ مشكلة الضعف الجنسي الناتجة عن تصلب الشرايين، شارحاً أنّ "العلاج يكون عبر موجات صوتية هي عبارة عن طاقة يتمّ إرسالها إلى المنطقة التناسلية تهدف إلى تجديد الخلايا، معالجة تصلب الشرايين وتحفيز الـ"STEM CELL" (وهي خلايا موجودة في الجسم خاصة حول شرايين الدّم لا تموت بل تتجدّد وتتكاثر)، من خلال عدّة جلسات تتراوح بين الـ 4 والـ 6 جلسات، وذلك وفقاً لنسبة الضعف الجنسي لدى الرجل".

ويؤكّد الدكتور الفغالي، وهو أوّل من أتى بهذا العلاج إلى لبنان والمنطقة، أنّ نسبة نجاح هذه التقنية مرتفعة، وهو ما أثبتته آخر الدراسات، فهي يمكن أن تسمح للأشخاص الذين يتجاوبون مع الحبّة الزرقاء أو مثيلاتها من منشّطات جنسية بالتخلّي عن هذه المنشطات بنسبة قد تصل إلى 78%، فيما الأشخاص الذين لا يتجاوبون مع الأدوية المنشطة جنسياً، يمكن للتقنية أن يجعلهم يتجاوبون مع الأدوية بنسبة 75% ما يجنّبهم الحاجة إلى عملٍ جراحي.

ويكشف أنّ العلاج لا يتسبّب بأيّ ألم أو بعوارض جانبية، كما يشير إلى أنّه لا يشكّل أيّ خطر على مرضى القلب الذين يتناولون بعض أدوية أمراض القلب التي كانت تحول دون تناولهم المنشّطات الجنسية كالحبوب الزّرقاء وغيرها.

وهنا يشدّد الدكتور الفغالي على "ضرورة أن يقوم الرّجل الذي يعاني من الضعف الجنسي باستشارة طبيب أخصائي، لأنّ الدراسات أثبتت أنّ الضعف الجنسي الناتج عن تصلّب الشرايين يمكن أن يكون إشارة إلى مشاكل في شرايين القلب قد تظهر في وقت لاحق".

ويؤكّد على أهمية أن يقوم بالعلاج طبيب متخصص وليس شخصاً تقنياً، وأن يندرج العلاج ضمن بحث علمي خوفاً من جعل هذا العلاج وسيلة تجارية وليس عملاً طبياً شريفاً.

ويختم بالإشارة إلى "أهمية أن يترافق العلاج مع بعض الأمور الوقائية للرّجل كتغيير نمط الحياة وتناول الغذاء الصحي والتوقّف عن التدخين، وإنقاص الوزن والتخفيف من شرب الكحول وممارسة الرياضة والنوم جيّداً، ومراقبة ضغط الدم ومستوى  والسكري والكوليسترول والترغليسيريد".