العدد 3892
الثلاثاء 11 يونيو 2019
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الشعوبيون الجدد... الصفويون والخمينيون
الثلاثاء 11 يونيو 2019

الخميني أراد من ثورته الشعوبية الطائفية بث الروح الفارسية بين جموع المؤيدين له، وإعادة أمجاد هوية الامبراطورية الفارسية البائدة التي أنهاها العرب المسلمون وقضوا على كل أشكال الهوية المجوسية الفارسية. ولمن لا يعرف التاريخ فإن الفرس انتهوا من الوجود، فمنهم من استعرب نتيجة السيطرة والفتح العربي لبلاد فارس وانتشار الهوية العربية الإسلامية في هذه البلاد وارتحال القبائل العربية إلى هذه البلاد وإعادة إعمارها وتعريبها بشكل كامل بما فيها الكتابة باللغة العربية، حتى جاء المقبور إسماعيل الصفوي، وأراد أن يحمي مملكته من كل من العثمانيين ذوي الأصول القوقازية الوثنية، والعرب المسلمين وإلغاء الهوية العربية الإسلامية لبلاد عربستان العظمى، والتي كانت تضم أراضي إيران الحالية وأجزاء من تركيا وأفغانستان وأجزاء من أراضي بحر قزوين، وحقق ذلك بتقريب وجلب بعض من المشردين ومن لا أصل أو هوية له والمجرمين وقطاع الطرق ومن المنبوذين من تلك الشعوب، وعمل على غرس كل ما هو مخالف للهوية العربية الإسلامية سواء الدينية أو الاجتماعية، فغرس فيهم الروح والهوية الفارسية البائدة من أجل أن تكون هناك شريحة في مملكته تعتز بالهوية الفارسية البائدة، وتتفاخر بها بين مختلف شرائح بلاد عربستان العظمي.

وقام أيضا بمحاولات تستهدف إضعاف الروح والهوية العربية الإسلامية لسكان عربستان العظمى، وقرب لديه كل من يعيد إحياء كل مظاهر الروح والهوية الفارسية من احتفالات وأعياد وتواريخ وأعمال أدبية وفكرية.

ومارس هذا الصفوي كل أشكال التعسف والاضطهاد بحق سكان عربستان العظمى التي كانت تحكمها الدولة الصفوية تحت قيادته، في مشهد مماثل جدا لما قامت به محاكم التفتيش المسيحية بإسبانيا ضد العرب المسلمين والمواطنين المسلمين الإسبان.

وعندما وصل الخميني للحكم، بدأ على الفور بإعادة نفس سيناريو إسماعيل الصفوي بل بأسلوب أكثر قذارة ونتانة، فلم يكتفي بتضمين فقرة بالدستور تنص على شعوبية وفارسية وهوية الثورة الطائفية العرقية، بل عمد إلى التبشير بمذهب جديد وهو المذهب الخميني الشعوبي، لمنافسة ومحاولة ضرب المذهب الشيعي والسني حتى يحمي هويته الفارسية بهذا المذهب الشعوبي، كون الشيعة من العرب الوطنيين الرافضين للانسلاخ من الهوية العربية.

كما عمد إلى محاولة ضرب الهوية العربية الإسلامية للعرب، عبر مبدأ نصرة المستضعفين، والذي مكنه بمساعدة الغرب من احتلال أربع عواصم عربية تفاخر فيها مرارا، حتى يحاصر الهوية العربية وثقافتها، ويبدأ بنشر هويته الفارسية الشعوبية. وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .