+A
A-

"أم سوادي" تثير ضجة في العراق.. تغطية تمثال حزناً!

تداول ناشطون ومثقفون في مدينة الديوانية جنوب العراق قبل يومين صوراً لتمثال امرأة تم تغطيته بالقماش بشكل كامل، وذلك لوجود مناسبة دينية في العراق.

وأبدى ناشطون مساء الجمعة استغرابهم من هذا الفعل، متسائلين في حديثهم: "إن كان التمثال المذكور يدخل في باب الفتن الدينية!".

من جانبه، قال حليم هاتف، نقيب الفنانين في مدينة الديوانية للعربية.نت إن التمثال المعروف بـ أم سوادي شيد بداية على يد نحات عراقي، كرمز للأم، وكان يفترض أن يظهر طفل خلفها، لكن العمل فشل ولم يتم إكماله، بل عمل نحات آخر عليه، وحوله إلى تمثال كهرمانة.

قصة أم سوادي

وأوضح نقيب الفنانين للعربية.نت أنه منذ القدم عرفت مدينة الديوانية شخصية أم سوادي وهي امرأة مجنونة كانت تهيم على وجهها في المدينة، مطالبة بأرضها التي باعها ابنها سوادي، فسمي التمثال تيمناً بحكايته.

وأضاف أن تلك المرأة كانت مجنونة بحبها وانتمائها للعراق وللمدينة التي عاشت فيها أكثر من كل هؤلاء الذين يشوهون معالم الثقافة في المدينة.

كما أكد أن جهة مجهولة تعمد في كل مناسبة دينية إلى تغطية التمثال المذكور، والسبب اعتباره فاضحاً ويظهر مفاتن النساء!".

واستغرب بشدة من هذه الأفكار، متسائلاً "كيف يغطى التمثال فقط خلال المناسبات الدينية ويرفع عنه الستار بعد ذلك، فهل التحريم يأتي فقط في أوقات المناسبات حصرا؟!".

تغطية المكان.. حزناً

من جانبه، قال سامر شمعة، وهو باحث اجتماعي من مدينة الديوانية للعربية.نت: "حصل لغط كبير حول موضوع تمثال أم سوادي أو كهرمانة الديوانية ، وقد نشرت قبل فترة عن موضوع تغطية التمثال، إلا أنني رشقت بكافة الاتهامات من العلمانية إلى الإلحاد وغيرها.. مع أنني انتقدت واقعاً ليس إلا."

كما أشار إلى أن أحد أصحاب المواكب الدينية قال إنهم يغطون كل المكان بالأسود والتمثال جزء من المكان، مضيفاً أن عملية اتشاح المكان بالسواد تأتي للتعبير عن الحزن الديني العميق في بعض المناسبات الدينية، ومنها مقتل الإمام الكاظم".

وقال شمعة إن الجسر الذي يقام عليه مواكب مقتل الإمام الكاظم قريب من مكان تمثال أم سوادي أو السقاية أو كهرمانة الديوانية، لذلك يعمدون لتغطيته تعبيراً عن الأسى الذي يرافق تلك المناسبة.

وختم مؤكداً أن موضوع تغطية التمثال يكشف صراعا واضحاً بين شريحة معينة في المدينة وأخرى، كاشفاً عن سيل من الاتهامات التي تساق ضد المثقفين في المدينة.

كما قال: "إن كان بعض المتدينين لا يقبلون نقدنا فعليهم أن يصححوا مسارهم، وألا يرتكبوا أفعالا خاطئة لا تمت للمنطق والعقلانية بصلة".