+A
A-

الريال الإيراني يستأنف الهبوط لـ140 ألفا مقابل الدولار

استأنف الريال الإيراني رحلة الهبوط مجدداً بعد مرحلة من الاستقرار أمام العملات الأجنبية.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بهبوط الريال مجددا مقابل الدولار وسائر العملات الأجنبية، كما أن سعر سبائك الذهب في سوق الصرف الإيرانية شهد ارتفاعاً ملحوظا هو الآخر، وبلغ سعر الدولار الأميركي 140 ألف ريال مقابل الدولار الواحد مقارنة بـ120 ألفا في الأسبوع الماضي.

كما وصلت قيمة السبيكة الذهبية حوالي 50 مليون ريال، وهي أعلى نسبة تسجل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

يذكر أن العملة الإيرانية شهدت موجة هبوط جديدة منذ الأسبوع الماضي بعد ما كان سعر الدولار يتراوح ما بين 120 ألفا و125 ألف ريال، لكنه هبط فجأة الخميس الماضي إلى 130 ألفا.

وحول أسباب ارتفاع أسعار الصرف في سوق العملات الأجنبية في إيران، قال محافظ البنك  المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، إن قرار الحكومة السماح بإدخال البضائع من الحدود، كان أحد أسباب هذا الارتفاع، مضيفا أن هذه القرارات زادت من استيراد السلع غير الضرورية، وسيزيد بالتأكيد الطلب على العملة في الداخل والخارج على حد قوله.

لكن يرى مراقبون أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع المفاجئ لأسعار العملات وانخفاض قيمة الريال الإيراني هو تأجيل مراجعة مشاريع القوانين المتعلقة بغسل الأموال في مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران.

ويرفض المتشددون وقادة الحرس الثوري والمؤسسات التابعة لهم انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي FATF، باعتبار أن ذلك من شأنه أن يسد الطريق أمام إيصال "المساعدات" المالية للجماعات الموالية لطهران مثل الحوثيين وحماس وحزب الله وغيرهم.

وتهدف مجموعة العمل المالي ومقرها في العاصمة الفرنسية باريس، والتي أسست سنة 1989، وهدفها محاربة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وكانت قد أمهلت إيران خلال اجتماعها الجمعة، مدة 4 أشهر لكي تسارع بالمصادقة على قوانين مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لتجنب وضعها على رأس القائمة السوداء العالمية.

ويلاقي مشروع انضمام إيران لهذه الاتفاقية الدولية معارضة شديدة من قبل مجلس صيانة الدستور وهو أعلى هيئة دستورية يتكون أعضاؤها من المحافظين المتشددين والمقربين من المرشد الأعلى خامنئي.

وتلقي السلطات الإيرانية بين الحين والآخر القبض على السماسرة الصغار وأصحاب محلات صرف العملات، متهمة إياهم بالتسبب في تقلبات سوق العملات وانخفاض قيمة العملة الإيرانية. وهو ما يعتبره مراقبون مجرد إجراء أمني تستخدم فيه السلطات الإيرانية هؤلاء ككبش فداء، متجاهلة الأسباب الرئيسية وراء التدهور المزمن للعملة الإيرانية.