+A
A-

"خليها تصدي".. حملة مصرية تضع شركات السيارات في مأزق

يواجه تجار ووكلاء السيارات في مصر أزمات حادة وعنيفة، بسبب الحملة التي انطلقت خلال الفترة الماضية لمحاربة الارتفاع الجنوني في أسعار السيارات.

وقبل سنوات، ومن موقع "فيسبوك" انطلقت حملة تحمل اسم  "خليها تصدي"، وتطورت من مجرد صفحة عادية إلى أهم الصفحات التي يحرص عدد كبير من المصريين على متابعة أخبارها ليصل عدد المشاركين والمتابعين لها إلى ما يقرب من نصف مليون متابع ومشترك.

ووفقاً للمؤسسين، تهدف الحملة إلى تحديد فترة زمنية مدتها أربعة أشهر يمتنع فيها المصريون عن شراء أي سيارة جديدة أو مستعملة، وهذه الفترة قابلة للتجديد حتى انخفاض الأسعار، وذلك ابتدا من أول العام الجاري، وفي حالة انخفاض الأسعار تتوقف الحملة، وفي حالة عدم قيام الوكلاء بخفض الأسعار تستمر الحملة لمدة شهر آخر حتى يتم خفض الأسعار.

وتحرص الحملة على عرض سعر السيارة جديدة بالخارج كل أول شهر مضافاً إليها قيمة الجمارك، حسب سعر الدولار الجمركي، ومصاريف التخليص والشحن، مع إضافة هامش ربح للمستورد لا يتجاوز 2% من السعر الأصلي للسيارة، وذلك لتوعية المشتري باحتيال بعض الشركات والتجار تحت أي بند آخر والقيام بمضاعفة أسعار السيارات.

ومن أهداف الحملة أن يكون لها أعضاء داخل كل محافظة لمتابعة أسعار السيارات الجديدة والمستعملة بالمعارض وتسجلها على الصفحة، والحرص على توعية الجمهور بأهداف الحملة وهو شراء السيارات بالأسعار الحقيقية وليس بالأسعار المبالغ فيها، حيث يؤدي حرص بعض التجار على تحقيق مكاسب كبيرة إلى رفع أسعار قطع الغيار الجديدة والاستيراد.

ويقوم المشاركون في الحملة بطبع أهدافها على ملصقات وتسلم لكل مسؤول داخل المحافظة ومجموعته ويقوم بتوزيعها على المناطق المحيطة به لإثبات تواجد الحملة خارج مواقع التواصل والوصول لأكبر عدد من المصريين، وأخيراً يقوم مجموعة من أعضاء الحملة بالبحث على مواقع بيع السيارات والجروبات ووضع شعار الحملة وأهدافها بدون الرد على التجار أو المنتفعين بزيادة الأسعار.

ويطالب أعضاء الحملة بتدخل الجهات الرقابية بالدوله لتنظيم سوق البيع والشراء، ومتابعة الوكلاء وتجار السيارات ومعرفة الأسعار الحقيقية للسيارات والأسعار التي تباع بها في مصر مع تضييق الفجوة بين السعر الأساسي وسعر البيع.

ومن بين مئات المنشورات التي تستقبلها الصفحة بيانات تشير إلى رفض بعض الموانئ المصرية نزول السيارات من السفن لامتلاء الميناء بالسيارات وعدم وجود أماكن للتخزين، ما يشير إلى نجاح الحملة بشكل كبير.

يقول صاحب معرض سيارات، أشرف عبد العزيز، إن الركود يضرب سيارات السوق في مصر بشكل عنيف خلال الفترة الحالية، وذلك سواء في سوق السيارات الجديدة أو المستخدمة.

وأوضح في حديثه لـ"العربية.نت"، أن الطلب تراجع بنسب عنيفة خلال منذ بداية الشهر الماضي، لافتاً إلى أن كبار التجار ووكلاء السيارات يراهنون على الوقت لكسر أهداف حملة "خليها تصدي"، خاصة أن هذه الحملة تعد الأعنف في تاريخ سوق السيارات في مصر.

ولفت إلى أن هناك اتجاها بين كبار وكلاء السيارات في مصر لخفض الأسعار بسبب توقف المبيعات، ولكن بنسب طفيفة لا توازي أهداف الحملة التي تسعى لخفض الأسعار بنسب تتراوح ما بين 25 و30%، لكن التجار يتحدثون عن تخفيضات في الأسعار بنسب لا تتجاوز 5%.

من جهته، قال تاجر سيارات بمحافظة الجيزة ياسر محمود، إن عددا كبيرا من صغار التجار يشاركون في الحملة ضد جشع أصحاب التوكيلات وكبار المستوردين، وهناك بالفعل من أوقف نشاط البيع والشراء لحين تحقيق أهداف الحملة وخفض أسعار السيارات.

وأشار في حديثه لـ"العربية.نت"، إلى أنه هناك من أعضاء الحملة من تواصلوا مع الشركات الأم سواء في أوروبا أو كوريا والصين لتعريفهم بأهداف الحملة ومعرفة أسبابها وإطلاعهم على المكاسب الخيالية التي يحققها التجار والوكلاء، ما قد يهدد الوكلاء الحاليين بقيام الشركات سحب التوكيلات في حال استمرار توقف المبيعات مع استمرار حملات المقاطعة.