كان من بين المواضيع المهمة التي ناقشها مجلس الوزراء بعد موجة الأمطار في أكتوبر الماضي التأكد من الاستعدادات لاستقبال موسم الشتاء، فجاءت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، لاتخاذ الإجراءات الفورية والسريعة لمعالجة المواقع الأكثر تضررًا، والعمل وفق خطة خدمات قادرة على التعامل مع الظروف الجوية وتوقعات الموسم المقبل لتلافي أية مشكلات متوقعة.
إن موجة الأمطار التي هطلت في تلك الفترة كانت بمثابة اختبار للاستعدادات، ولابد هنا من الإشارة إلى أن بعض المناطق التي تضررت من تشكل التجمعات سواء في الشوارع الرئيسية أم في المناطق السكنية، شهدت عملًا سريعًا من جانب فرق العمل التي تستحق الشكر لما قامت به سواء من جانب وزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني أو الدفاع المدني والإدارة العامة للمرور وكل الجهات التي تعاملت مع شكاوى المواطنين، علاوةً على أن مجلس الوزراء اطلع على الإجراءات الاحترازية باعتبارها جزءًا رئيسًا من خطة الاستعدادات للموسم القادم.
هناك الكثير من العمل المبكر للتأكد من كفاءة الخدمات والاستعدادات، لذلك جاءت توجيهات أخرى مكملة للسابقة تعكس اهتمام سمو رئيس الوزراء برصد أماكن تجمع مياه الأمطار واتخاذ الاستعدادات والإجراءات الفورية لإزالة أية تجمعات من المياه الناتجة عن تساقط الأمطار، وأن يتم التحقق من كفاءة الإجراءات لسحب وتصريف مياه الأمطار في الشوارع الرئيسية والحيوية وضمان أن لا تحد تجمعات مياه الأمطار من انسيابية الحركة المرورية، بالإضافة إلى استنفار كل الطاقات لتجنب تجمع مياه الأمطار في الطرق العامة والميادين وخصوصا على الشوارع الرئيسية وعند الأنفاق والمنشآت الحيوية عند هطول الأمطار.
نتمنى أن يكون لدى الجهات المعنية جدول زمني سريع التنفيذ لاستكمال إصلاح وصيانة شبكات تصريف الأمطار ومحطات الضخ، وكذلك تسخير الإمكانيات مبكرًا أيضًا لتلقي بلاغات المواطنين والمقيمين والتعامل معها بشكل سريع، وكذلك يلزم الأمر تعاونًا من جانب المواطنين والمقيمين خصوصًا بالنسبة لظاهرة فتح أغطية شبكة المجاري في بعض المناطق من جانب السكان أنفسهم لتصريف تجمعات المياه مما يشكل ضررًا كبيرًا على الشبكة.
هناك حاجة لحملات توعية من خلال أجهزة الإعلام والصحافة المحلية للتحذير من مخاطر المشاكل التي قد تظهر خلال الموسم وخصوصًا مشاكل شبكات الكهرباء وكيفية التعامل مع المواقع التي تشهد تعطلًا مروريًا ووجود خطة أمام المدارس لكي تسير الحياة بشكل طبيعي.