العدد 3675
الثلاثاء 06 نوفمبر 2018
banner
هل تتحول المناطق السكنية والسواحل إلى محمية للكلاب الضالة؟
الثلاثاء 06 نوفمبر 2018

أليس غريبا أن يكون هناك قانون يجرم تربية الحيوانات في المنازل بالحبس وغرامة 300 دينار، في الوقت الذي تترك فيه الكلاب الضالة تتجول في الشوارع والأحياء والسواحل مهددة صحة الناس ومعرضة حياتهم لخطر مميت، فمن هو أولى بالتجريم ترك الكلاب الضالة أم تربية الحيوانات النافعة في المنازل؟ أليس الأمن يشمل حماية الأرواح من كل الأخطار أيا كان مصدرها؟ ثم أليس من التناقض أن تقوم الدولة بالقضاء على الأمراض المعدية بتوفير التطعيمات اللازمة، وفي الوقت نفسه تترك كلابا ضالة مريضة جرباء نهشها الجوع وتحمل فيروسات وبكتيريا وأمراضا خطيرة تنقلها للإنسان، هذه الكلاب التي أصبحت أعدادها تفوق أعداد العصافير، فلا يخلو ساحل ولا شارع ولا حي من سلالات متنوعة من الكلاب ومنها الشرسة التي لا تقل عن شراسة الذئب.

صدر تقرير عن منظمة الصحة العالمية يفيد بأن نحو 59 ألف شخص يلقون حتفهم سنوياً بسبب مرض داء الكلب، ولا يتوقف خطر الكلب على عضته بل هو ناقل للكثير من الأمراض منها الدودة الشريطية والديدان المستديرة وديدان الكلب، كما قد تكون سبباً مباشراً لنقل فيروس (H5N1)، وفيروس سارس، ومن أسباب الإصابة بأنواع من السرطانات.

أخبار مهاجمة الكلاب للمواطنين في البحرين تم نشر بعضها في الصحف، وبعضها يحتفظ به في سجلات المستشفيات، إلا أنه في 2017 أعلنت صحيفة الوطن السعودية أن أقسام الطوارئ بالمستشفيات السعودية استقبلت خلال العامين الماضيين أكثر من 25 ألف حالة تعرضت لعضات الكلاب، إذا الكلاب الضالة مصدر خطر مؤكد على الإنسان، وعلى الجهات الرسمية مثل وزارة البلديات والبيئة والصحة القضاء على هذه الظاهرة التي سببت الرعب للمواطنين، وصرحت شؤون البلديات في 2017 بأن أعداد الكلاب الضالة تقدر بـ 15 ألف كلب، أي أن نصيب كل محافظة 3750 كلبا، وهذه مشكلة خطيرة حين تتضاعف أعداد هذه الكلاب وتتضاعف هجماتها التي قد تودي بحياة الناس أو تصيبهم بأمراض فتاكة، والسبب عدم وجود جهة مسؤولة تتعامل مع هذه القضية وخطورتها.

خطر الكلاب الضالة ليس مجرد خاطرة أو مادة للدراسة والتوصية، بل قضية يدفع ثمنها المواطنون وذلك حين تعض الكلاب أطفالهم وتنقل لهم الأمراض الخطيرة، خطر الكلاب الضالة مثل خطر الأمراض المعدية المميتة.

نتوجه إلى المسؤولين في الجهات ذات العلاقة، ونسألهم هل تحولت المناطق السكنية والسواحل إلى محمية للكلاب الضالة؟ بالطبع لن يكون ذلك، إذا تمت معالجة هذه الظاهرة، فكلفة القضاء عليها نعتقد أنها لا شيء يذكر بالنسبة لفقد الإنسان صحته وحياة أطفاله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية