العدد 3578
الأربعاء 01 أغسطس 2018
banner
أرقام البؤس والحرمان في حكم ملالي إيران
الأربعاء 01 أغسطس 2018

طوال الأربعة عقود الماضية من حكم نظام الملالي في إيران، أكثر شيء نجحوا فيه بشكل ملفت للنظر، حيث صاروا في المرتبة الأولى عالميا، هو براعتهم في زراعة كل أنواع وأشكال وأنماط البؤس والحرمان والمعاناة والأوضاع السيئة، فهناك أكثر من 40 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، باعتراف قادة ومسؤولي النظام، كما اعترفوا أيضا بأن هناك أكثر من 5 ملايين لا يجدون ما يسدون به المجاعة، كما أن هناك 11 مليون عائلة تعاني من الإدمان، وملايين من البطالة، ولكن لا يبدو أن ماكينة صناعة البؤس لنظام الملالي ستتوقف، بل إنها ماضية قدما في إنتاجها السلبي.

وجريا على ما عملت به ماكينة صناعة البؤس للنظام الديني المتطرف في إيران وفي اعتراف صادم ومؤلم جديد أكدت “فريد براتي سده” نائبة مدير منظمة الوقاية والعلاج في مركز الخدمات الاجتماعية في هذا النظام أن “19 مليون نسمة في إيران يسكنون في ثلاثة آلاف من مناطق العشوائيات”، وهو رقم متواضع بطبيعة الحال قياسا بالرقم الحقيقي الذي سيكون مرعبا، لذلك يتحاشى النظام دائما ذكره، ولكن رغم ذلك فإن هذا الرقم يدل على أن ربع سكان إيران التي تعد من أغنى بلدان العالم من حيث الموارد الطبيعية، يسكنون في العشوائيات.

السكن في العشوائيات كما هو معروف عالميا وفي الأوساط المهتمة بإجراء الدراسات والبحوث الاجتماعية، واحد من أبرز عوامل تشديد العاهات الاجتماعية مثل الإدمان والطلاق والقتل والفساد والجرائم الجزئية والكلية، لذلك فإننا عندما نجد أن هناك أرقاما مليونية في مجالات تدل كلها على مختلف أنواع الجرائم والجنح والعاهات الاجتماعية الأخرى، إنما بسبب أن النظام يوفر أجواء ومناخات تساعد على ذلك من أجل استمرار حكمه القمعي المتخلف، فهذا النظام الدجال لا يريد مجتمعا مثقفا واعيا ومتحضرا ومتسلحا بالعلم، بل يريد مجتمعا غارقا في الجهل والظلام والجريمة والبؤس والحرمان.

40 عاما وآلة البؤس لنظام الملالي لا تتوقف عن إنتاجها، ومازالت تصر على المزيد والمزيد من الإنتاج، لكن لا يبدو أن هذا الظلم والإجحاف بحق الشعب الإيراني سيدوم للأبد، خصوصا بعد اندلاع انتفاضة 28 كانون الأول 2017 التي تقودها منظمة مجاهدي خلق ومازالت مستمرة في صورة الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات الغاضبة التي تدعو بإلحاح إلى إسقاط النظام وبناء إيران حرة أبية تأبى الجهل والتخلف والجريمة. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .