العدد 3567
السبت 21 يوليو 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
تخوين العرب
السبت 21 يوليو 2018

شهدنا خلال السنوات الماضية - وحتى هذه اللحظة - موجة من الحملات الإعلامية والدينية والفكرية والسياسية التي كان جل محتواها تشويه صورة العرب وتخوينهم، وإلصاق كل صفات الرجعية والخيانة والعمالة بهم، كحكومات أو شعوب أو شرائح، وهذه الموجة جزء من حملة مرجعها الأساسي أو لنقل من ينفذها عملاء الفرس وأحلامهم الأبدية بإعادة استعمار العرب، والعثمانيون الجدد وأحلامهم بإعادة ما يسمى بـ “الخلافة الإسلامية”، ذلك الغطاء الإسلامي الذي استخدموه بالسابق لاحتلال العالم العربي واستعماره، وجعل العرب وقودا لسياستهم الشعوبية، حالهم حال الفرس وشعورهم بالنقص العرقي من العرب.

أما من قام بتنفيذ هذه الموجة من الحملات ضد العرب، فهم أشباه العرب، أصحاب الولاء الخارجي للخمينيين والعثمانيين الجدد، ومن هؤلاء “أشباه العرب والخليجيين” الذين صنعتهم الخمينية الفارسية وغرستهم بالعالم العربي ليكونوا خنجرا لتقطيع العرب، حتى يفتحوا المجال للتوسع الخميني بالعالم العربي، حسن نصر الله والحوثي والمالكي والعامري، أما من يوالون العثمانية الجديدة ويعملون على تخوين العرب، مقابل إبراز بطولات العثمانيين الكرتونية فهم الإخوان المسلمون، الذين ينشرون ويبثون حملاتهم ضد العرب.

أما ماهية وسبب هذه الحملات ضد العرب، فبكل بساطة رسالة موجهة للمواطن العربي مفادها: الحكام والأنظمة العربية خائنة وباعت فلسطين، لهذا فإن خلاصك أيها العربي هو بالولاء للخمينية التي حملت لواء الدفاع عن فلسطين، أو على الجانب الآخر الولاء لأسيادنا العثمانيين الجدد، الذين دافعوا عن فلسطين وقدموا آلاف الشهداء العثمانيين فداء لفلسطين!.

لهذا، علينا التصدي لهؤلاء العملاء والخونة، الذين يتسترون بثياب الإصلاح والديمقراطية والأخوة الإسلامية، وهم في الحقيقة يجرون عربة الشعوبيين الجدد لإدخالها بيتنا العربي، وجعلنا أذلة وعبيدا مثلهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .