تدرك عصابة الحوثي المدعومة من إيران بصورة واضحة ومتزايدة قرب سقوط وزوال نظام الملالي وكل القوى الرجعية في إيران، لهذا هي الآن أشبه بالذباب الذي يتساقط  والفأر الذي يحني رأسه للأمام استعدادا للمطرقة للسحق، وإطلاقها يوم الجمعة الفائت صاروخا بالستيا من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية “نجران” مجرد محاولات كمن يعيش حياة مضنية وأيامه تطلق لحنها الباكي، فالحوثيون يعرفون أنهم صفر على الشمال في ميزان القوى، وأن الجيش السعودي وقوات التحالف ينهونهم ويمزقون عروقهم في لحظات معدودة.

المهم في المسألة حسب تقديري ما ذكره المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، حيث جدد دعوته للمجتمع الدولي “لاتخاذ خطوات أكثر جدية وفعّالة لوقف الانتهاكات الإيرانية السافرة باستمرار تهريب ونقل الصواريخ البالستية والأسلحة للجماعات الإرهابية والخارجة عن القانون، ومحاسبتها على ما تقوم به من دعم وتحدٍ صارخ لانتهاك الأعراف والقيم الدولية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي”.

إن المملكة العربية السعودية أعزها الله تعمل للسلام وترسيخه على كل المستويات، وهي كبلد عظيم موضع ثقة الجميع، كما أن لديها من القوة العظيمة الجبارة  “العسكرية والاقتصادية والسياسية” ما يقضي على إيران الملالي وميليشياتها الإرهابية في طرفة عين، ولكن لديها مواقف ثابتة متوازنة وأخلاقية ومبادئ راسخة ترتكز على تعزيز السلام والاستقرار في المجتمع الدولي، والذي يفترض أن يتخذ كما قال العقيد المالكي، خطوات أكثر جدية وفعالية لوقف الانتهاكات الإيرانية السافرة، ووضع العقوبات موضع التنفيذ، فإن كانت لهذا المجتمع قوانين ولوائح ونصوص فيجب أن تطبق على النظام الإيراني المجرم الذي أصبح أخطر وأكبر جرثومة تهدد البشرية، وله نصيب الأسد في المؤامرات ودعم الإرهاب والتطرف فكرا وعملا، وعندما تطلب السعودية من المجتمع الدولي هذا الأمر فهو من باب الهدوء والاتزان فقط لا غير، وإلا فإن لها كامل الحقوق في الدفاع عن أراضيها وحمايتها وقادرة على تفتيت العدو مهما كان مصدره. السعودية حليمة كما يراها العالم ولكن حين يمتد عنق غضبها ستتزاحم تعابير خوف المجتمع الدولي، واعلموا أنه بجانب الحلم والأخلاق هناك قوة وشجاعة لا تخطر على البال.