“كل الطرق تؤدي إلى روما”... هكذا وصف الرومان مدينتهم التاريخية التي كان يربطها بالدول المجاورة 19 طريقا، أما في مصر فيمكن القول إن كل الجرائم الإرهابية والدماء الزكية التي سالت على أرض الكنانة منذ عزل محمد مرسي في يوليو 2013 وحتى يوم الجمعة الماضي تؤدي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

حتى وقت كتابة هذا المقال لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن العمل الجبان الذي استهدف المصلين في شمال سيناء، حيث تتركز أكثر الهجمات الإرهابية دموية وبشاعة وتنشط تنظيمات ما أنزل الله بها من سلطان؛ ولاية سيناء، أنصار بيت المقدس، جند الإسلام، أنصار الإسلام، أجناد مصر، حسم... كلها مسميات لم نسمع بها قبل سقوط الإخوان في مصر.

السلطات المصرية لم توجه أصابع الاتهام إلى الإخوان في الهجمات التي تعرضت لها في السنوات الأخيرة من فراغ، ولعل الاعتراف الضمني للقيادي الإخوانجي محمد البلتاجي بمسؤولية جماعته عن الجرائم التي تشهدها شبه جزيرة سيناء يزيل الشكوك لدى بعض المخدوعين بهذا المحفل الظلامي (رابط الفيديو:  http://youtube.com/watch?v=0c0LzS0dT4w  )، إذ أكد البلتاجي أن ما يحدث في سيناء سيتوقف في اللحظة التي يتراجع فيها الجيش عما وصفه بالانقلاب وعودة مرسي إلى مهامه.

فيما تشدد دول العالم قاطبة على ضرورة توحيد الجهود في مواجهة الإرهاب، الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب فقط هي التي تجاوزت حد التصريحات الإنشائية، ودعت إلى تسمية الأشياء بأسمائها وبدأت بنشر قوائم الكيانات والأفراد المرتبطين بالإرهاب.

اليوم يجتمع وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي يضم 41 دولةً، ويهدف إلى تنسيق وتوحيد الجهود في 4 مجالات؛ فكريا وإعلاميا وتمويليا وعسكريا. ونأمل أن يضع الاجتماع، الذي يعقد لأول مرة في الرياض، حدا لعقود من المراوغات والتضليل بشأن منظمة الإخوان العالمية وفروعها المنتشرة في دول العالم.

استهداف المصلين بهذه الوحشية يعكس عجز الإخوان عن توجيه ضربات مؤثرة في المناطق التي توجع مصر اقتصاديا أو تشعل فيها فتيل الفتنة الطائفية، بل وسيوحد المصريين ضد جماعة لا نعرف من يديرها ولا كيف تدار.

مصر لن يعجزها الإخوان ولا الدول التي توفر لهم الملاذ الآمن والغطاء السياسي، وكما تشكل مصر إضافة قوية للتحالف الإسلامي في المجال العسكري فهي بحاجة إلى دعم ومساندة في المجالات الثلاثة الأخرى التي يقوم عليها هذا التحالف الدولي.