+A
A-

"الإيكو سكولز" برنامج رائد يعكس تطور مفهوم "الشراكة "

قبل ستة أعوام، أطلقت بلدية المنطقة الشمالية برنامج جديد شكل نقلة نوعية في مفهوم الشراكة بين مؤسسات الدولة، وسرعان ما أنطلق هذا البرنامج ليصل الى أكثر من 50 مدرسة حكومية وخاصة في المنطقة الشمالية.

كانت فكرة هذا البرنامج الذي لاقى تجاوبا كبيرا من قبل طلبة المدارس وأولياء الأمور تستهدف تعديل السلوك وتشكيل قناعات لدى الأطفال في المدارس تجاه تعاملهم البيئي، وذلك عبر تقديم عدد من المحاضرات وورش العمل المتعلقة بالنظافة وعمليات التدوير إضافة الى الزراعة.

لم يكن البرنامج حسبما يوضح مدير عام بلدية المنطقة الشمالية المهندس يوسف بن إبراهيم الغتم سوى بذرة أولى في ذلك الوقت، هذه البذرة تحتاج الى رعاية مستمرة لكي تظهر نتائجها بعد حين، وبعد أن ينطلق هؤلاء الأطفال الذين هم في المراحل الأولى من التعليم الى البيئة الخارجية ليمارسوا سلوكا حضاريا تجاه بيئتهم.

إنطلق مشروع "الإيكوسكولز" أو مدارس صديقة البيئة كما يوضح الغتم فعليا في العام 2013 بالتعاون مع إدارة الخدمات الطلابية في وزارة التربية والتعليم حيث كانت الفكرة في بدايتها تحفيز بعض المدارس على الاهتمام بالبيئة بالتعاون مع البلدية عبر برامج تعلمية ومحاضرات تستهدف الأطفال ضمن معايير معينة يتم على إثرها تقييم هذه المدارس المشاركة للفوز بالعلم الأخضر حيث حصلت عشرين مدرسة ما بين (حكومية وخاصة) على العلم الأخضر .

انطلق هذا البرنامج الذي يجسد مدى أهمية التعاون بين الهيئات الحكومية ووزاراتها لرفع مستوى الوعي المجتمعي، ولترسيخ ثقافة سلوكية صديقة للبيئة، تستهدف الطلبة في المدارس الذين هم الجيل القادم الذين هم عماد المستقبل ورقي الأوطان وبمشاركة المعلمين، وأولياء الأمور، وإدارة المدرسة من أجل الارتقاء بنظافة المدرسة وصورتها الجمالية والتي تنعكس على سلوكهم الاجتماعي وبالتالي الى البيئة الأكبر وهو الوطن.

ويؤكد الغتم هنا أن " عدد المستفيدين من هذا البرنامج بلغ حتى اليوم 1610 طالب وطالبة من اللذين دخلوا دورات البرنامج فيما تستهدف الشمالية هذا العام إيصال الطلبة المستفيدين منه الى 2000 طالب، وذلك في محاور ومعايير البرنامج وهي (النظافة، وتدوير النفايات، والجانب الجمالي، والزراعة)، ليبقى هذا البرنامج مستمرا مع المدارس التي شاركت فيه بشكل مستمر، كما أن إجمالي المدارس المستفيدة من هذا البرنامج حتى اليوم قرابة 50 مدرسة".

وحول آلية هذا البرنامج مع وزارة التربية والتعليم يقول المهندس يوسف الغتم " لقد تم وضع آلية بالتنسيق والتعاون مع وزارة التربية والتعليم متمثلة في إدارة الخدمات الطلابية، ففي بداية كل عام دراسي يبدأ التنسيق بين البلدية ووزارة التربية والتعليم عبر مخاطبة إدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم، باستمرار البرنامج واشعارهم بأسماء المدارس التي تم استلام طلب المشاركة في البرنامج من قبلهم".

وأردف " كما يتم الاشارة في الخطاب إلى أسماء موظفي البلدية العاملين في البرنامج لطلب تصريح دخول للمدارس المشاركة لإقامة ورشة العمل".

ويؤكد الغتم أنه وبعد الحصول على الموافقة، يباشر فريق العمل التنسيق المباشر مع اختصاصيي الأنشطة الطلابية في الوزارة ومع منسقي الأنشطة في المدارس المدرجة لعمل جدول الزيارات وجدول التقييم.

 

الإيكو باص ، والحديقة البيئية إضافات نوعية هذا العام

من جهته يقول رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية محمد خليفة بو حمود أن المشروع أثبت نجاحه خلال السنوات الماضية، الأمر الذي جعل من البلدية تفكر في تطويره عبر إستحداث برامج جديدة تشكل إضافة مهمة تحقق الأهداف التي من أجلها أنشئ هذا المشروع.

ويضيف بوحمود " نسعى في هذا العام في برنامج المدارس الصديقة للبيئة (6) الى اشراك مدارس جديدة للبرنامج وذلك لنشر ثقافة المدرسة الصيقة للبيئة على نطاق واسع في المحافظة الشمالية، وقد تم التنسيق مع عدد من المدارس الإعدادية والابتدائية لعرض فكرة البرنامج عليها".

يؤكد أن البلدية الشمالية كانت ومازالت سباقة في برامجها المجتمعية التي تشكل مفهموما عمليا لمعنى الشراكة المجتمعية ، ويضيف " نسعى أيضا الى استفادة أكبر قدر ممكن من الطلبة والطالبات من البرنامج من خلال التنسيق لزيارة الحديقة البيئية وهي حديقة الجنبية التي أنشئت بصورة مختلفة عن بقية الحدائق، وهي تعتمد في تشغيلها على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إضافة الى إستخدام عناصر التدوير في أثاثها الحدائقي وصناعة الأسمدة من مخلفات الحديقة (...) وهي تجربة يمكن للطلبة الاطلاع عليها بصورة مباشرة والإستفادة منها بصورة عملية "

أما الإضافة الأخرى التي تم إستحداثها هذا العام فهو "الإيكو باص" وهي حافلة مجهزة تقنيا لعرض برامج بيئية يستفيد منها الأطفال تتنقل من مكان لآخر "

و الايكو باص هو مشروع تم تدشينه في الحفل الختامي لبرنامج المدارس الصديقة للبيئة الخامس في العام الماضي بالتنسيق مع الشركة الإسبانية للنظافة "اوباسير" ويهدف الى غرس عدد من المفاهيم البيئية بشكل جميل لدى الطلبة والطالبات.

وتتنقل هذه الحافلة من مدرسة الى أخرى حسب البرنامج الذي وضع مع وزارة التربية، إضافة الى تنقله الى الحدائق أو حتى الى رياض الأطفال أو أي مكان آخر بحيث يعرض تقنيا برامج تثقيفية وتعليمية للأطفال من خلالها يمكن تعديل السلوك البيئي وتعاملهم مع البيئة المحيطة بهم ".