تحتفل منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة في أكتوبر من كل عام بيوم الغذاء العالمي، ويأتي الاحتفال بهذا اليوم لإيمان المنظمة بأن الغذاء حق طبيعي لكل إنسان، وهذا ما يؤكد اهتمام المجتمع الدولي المتزايد بالقضاء على الجوع والفقر والاستمرار في عملية التنمية المستدامة في جميع دول العالم، ومبدأ منظمة الأغذية والزراعة يتوافق مع ما ورد في المادة (11) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الذي اعتمد في 1966م وأصبح ملزمًا لكل الدول التي وقعت عليه.

وبجانب أن الغذاء حق طبيعي للإنسان فهو يُحقق الأمن الاجتماعي لأفراد المجتمع ويخلصهم من الجوع وأمراض سوء التغذية، ويحمي كرامة الإنسان من العوز والحاجة، والدولة مسؤولة عن توفير الغذاء لمواطنيها بشكلٍ كاف، خصوصا توفيره لمَن يعجزون عن تأمين لقمة عيشهم بأنفسهم، كما أن الأمر مسؤولية مجتمعية على المنظمات الأهلية والقطاع الخاص، وللمنظمات الدولية دور إيجابي في ذلك من خلال الترويج لسياسات ومشاريع للحد من الجوع بدعم حق الإنسان في الغذاء على المستوى الوطني والعالمي، وأظهر تقرير مساعدة الغذاء العالمي 2017م أنه على الرغم من تمويل المساعدات الغذائية الدولية ووصولها لمستوى قياسي إلا أنها غير كافية لتلبية الاحتياجات، وقال تقرير أطلقه الاتحاد الأفريقي وبرنامج الغذاء العالمي “نفقات المساعدات الغذائية نمت لتصل من مبلغ قدره 2.2 مليار دولار إلى نحو 5.3 مليارات دولار”.

ومملكة البحرين تحتفل مع دول العالم بيوم الغذاء العالمي من أجل تعميق الوعي العام بأهمية الغذاء وتوفيره لجميع المواطنين، وتسليط الضوء على الدول التي يعاني مواطنوها من الجوع ومساعدتهم في انتشالهم من معاناتهم.

وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن النزاعات والصراعات في الأقطار والتغير المناخي أمور رفعت معدل الجوع، واستطاعت منظمة الفاو أن تقدم مساعدات غذائية طارئة للأسر المتضررة لعدد من الأقطار العربية والأجنبية. بالقضاء على الجوع يعيش الإنسان ويكون أكثر صحة، وتزيد معدلات الحياة، ويمكن للمجتمعات تحقيق الاكتفاء الذاتي وأن تساعد في بناء مجتمع آمن ومزدهر.