البحرين لها طبيعتها المميزة وسحرها الخاص؛ حقيقة يؤكدها كل من زار البحرين أو أقام فيها، لكن عندما تسأل أبناء البلد عن إحدى مناطقها أو سواحلها أو قراها ترى أعينهم قد لمعت ببريق يعكس عشقا غير مكنون تعجز الكلمات عن وصفه، وتجد في كلماتهم فخرا غير محدود يدل على متانة الرباط بين الإنسان البحريني وأرضه.

جغرافيا البحرين، رغم صغر مساحتها، تتميز بتنوع فريد قل نظيره في المنطقة، مما يجعل كل شبر من المملكة يمثل لأهل البحرين ثروة نفيسة لا تقدر بثمن، وتجدهم يعتزون بكل بقعة من الأرض ولديهم فيها ذكريات لا يمحوها الزمن، وما إن يسألهم أحد عن مكان إلا وتفتقت قريحتهم في وصفه، فيجعلوه يعشقه حتى قبل أن يزوره.

الحديث عن الطبيعة الجغرافية فقط لا يفي البحرين حقها، فرغم جاذبيتها الطاغية، فإنها لا تفصح عن مكنون جمالها، ولكي تكتمل قصة غرام الإنسان بالمكان يجب سبر أغوار التاريخ والغوص في مراجع العلوم الإنسانية؛ للخروج بمفردات علمية تصف هذه الحالة العاطفية بشكل أكثر دقة.

وبعيدا عن عناء البحث والدراسة، يمكن لأي إنسان أن يشكل صورة ذهنية قريبة إلى حد ما من الحقيقة من واقع التجربة الحية؛ وذلك عبر الرحلات الميدانية وزيارة المعالم الطبيعية والتاريخية للبحرين ومعايشة التجربة مع رواد تلك المعالم ومشاركاتهم في عاداتهم وتقاليدهم.

الجميل في الأمر أن مواقع الجولات ترتبط بفصول السنة، حيث يمكن توزيعها على مدار العام؛ ليتمكن بذلك القائم بالجولة من أن يقطف من بستان البحرين الغناء في كل زيارة زهرة، وتعاد الكرة في العام التالي وكأنها رقصة “تانغو” مع الطبيعة الساحرة.

موسم التخييم هو أحد الأحداث المهمة التي ينتظرها البحرينيون كل عام بفارغ الصبر، وأحسبهم لا يمانعون مشاركة الفرحة مع زوار المملكة والمقيمين فيها، فالكرم طبعهم وحسن الضيافة دأبهم والمكان لا يحلو إلا بهم.

في خطوة استباقية حكيمة قرر محافظ المحافظة الجنوبية سمو الشيخ خليفة بن على آل خليفة إلغاء رسوم التأمين على المخيمين ومرتادي البر؛ ليستمتعوا بوقتهم في الاستجمام والترفيه بعيدا عن منغصات الأعباء المالية.

القرار الموفق يؤكد أيضا مبدأ منح الثقة إلى من يستحقها؛ فالبحرينيون يعشقون ما حبا الله به وطنهم من ثروة غالية متمثلة في الحياة الطبيعية والفطرية، ويشجع كذلك موروث البر ليظل متنفسا مهما وعادة حميدة يتوارثها الأجيال.