العدد 3269
الثلاثاء 26 سبتمبر 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الفكر الحوثي
الثلاثاء 26 سبتمبر 2017

يجب علينا أن نعرف حقيقة الفكر الحوثي السفيه ومدى خطره، ليس فقط على المجتمع اليمني بل على الفكر الإسلامي والقومية العربية. فالحوثية أقل ما يمكن وصفها بالفكر الجاهلي المتطرف، المبني على إلغاء الآخرين وتعظيم دور الكاهن الأعظم عبدالملك الحوثي ومن قبله حسين الحوثي. والوصف الحقيقي للحوثية منذ أن تدخل الحرس الثوري الإيراني وصنع هذا الفكر أنها تأثرت بالفكر الإيراني الديني نتيجة تواصلها مع الحرس الثوري، الذي سعى لزرع الفكر الإيراني الديني، المبني على قدسية مؤسس ومرشد الثورة، ونقلها لتكون متمثلة بالحوثي نفسه، الذي يجب على اليمنيين الخضوع له ولسلطته.

علاوة على ذلك، الحوثية ليست فكرا سياسيا، ولا تمتلك حتى الحد الأدنى من الرؤى السياسية أو الحس السياسي والحزبي الذي يمكنها من الاندماج والتفاعل في المجتمع المدني اليمني، أو تقديم آيديولوجية سياسية حزبية تساهم في إثراء الفكر السياسي اليمني، وبالتالي تستطيع تسويق هذه الآيديولوجيا السياسية على أفراد المجتمع اليمني، وقيام بعض شرائح  المجتمع بالقبول بها ودعمها سياسيا لهدف واحد هو الوصول إلى مراكز صنع القرار، أسوة ببقية الأحزاب السياسية اليمنية، لكن هذا الفكر متخلف وجاء بهدف واحد هو تمكين الكاهن الأعظم الحوثي من استعباد البشر، وإخضاعهم لسلطته الدينية لأنه الولي الفقيه لليمن، وبالتالي فإن أية مفاوضات أو مطالبات تستهدف إزاحته من المشهد اليمني، أو إخضاعه للعملية الانتخابية وتصويت المجتمع اليمني، أمر مرفوض بتاتا لدى هذا الفكر السفيه المتخلف، وعليه فإن السبب الأول لفشل المفاوضات يكمن في عدم قبول الكاهن الحوثي التفريط في قدسيته المزعومة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية