العدد 3175
السبت 24 يونيو 2017
banner
مظاهر العيد
السبت 24 يونيو 2017

مع اقتراب عيد الفطر المبارك ينتابني الحنين إلى تلك الأيام التي كانت تمتاز برونق خاص لا نجده تماما اليوم في مظاهر العيد، تلك البساطة التي كنا نتحلى بها في استقبال الأعياد، وتلك المشاعر اللامتناهية التي كنا نوليها إلى اقتراب موسم العيد، وتعاملنا كأطفال مع هذه المناسبة السعيدة، رغم أننا كنا صغارا لا نصوم ولا نفقه شيئا عن أهمية الصوم كعبادة وفائدة. رغم ذلك، كان العيد للصغار فقط، مع أن الكبار هم من كانوا يبذلون صوما وتعبدا.

كانت العيادي رغم بساطتها كفيلة بإسعادنا، وكان المدرسون بعد إجازة العيد يسألوننا عن المبلغ الإجمالي الذي حصلنا عليه من العيادي، وكنا نتباهى إذا ما أدركنا المبلغ الأعلى في الفصل.

كنا نمارس ألعابا رياضية بسيطة في الحي عصرا، ولم نكن نلعب ألعابا تملأ كروشنا كما تفعل الألعاب العصرية هذه الأيام إذ تفتقر إلى الحركة، وتنتج أطفالا سمانا رغم صغر سنهم، تصعب حركتهم وتضعف مناعتهم الصحية، كنا نترقب يوم العيد بالاعتناء جيدا بملابسنا حتى نذهب إلى زيارات الأهل، لم تكن حينها تكفل التواصل أية وسيلة بديعة غير التزاور.

أما اليوم فأظن أن الأطفال لم تعد تفرحهم المبالغ البسيطة، ولا يتشاركون فرحة العيد مع أقرانهم من الأطفال في مجموعات في الأحياء، ولم يتعودوا اللعب في الحي الذي يسكنون فيه إذ باتت أعيادنا اليوم بلا طعم، روتينية، معقدة، غابت عنها البساطة واتصفت بالرتابة، ولم تعد كسابق عهدها جميلة ببساطتها، كفيلة بأن تفرحنا.

في يوم يقترب منا فيه العيد نلتمس أن نعيد أجواء غابت فلم يعد الصغار يعرفونها، ولم نعد نشعر أننا أمام مسؤولية لإحيائها لهم حتى يتسم عيد صغارنا بما كانت تتسم أعيادنا!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .