العدد 3166
الخميس 15 يونيو 2017
banner
أشباه الداعمين
الخميس 15 يونيو 2017

يختتم خطباء الجمعة خطبهم بالأدعية المعروفة، وغالباً ما يدعو الخطيب لأن يرزق الله الحكام البطانة الصالحة الناصحة، التي تدلّهم على الخير، فإذا كانت البطانة في سالف العصر والأوان هم خاصة الخاصة فقط، وهم الذين يحيطون بالحاكم، فيمدّونه بالنصح والمشورة؛ فإنهم اليوم لا يقفون عند المستشارين لدى أصحاب القرار، أيّاً كانت درجتهم، ولكن دائرتهم تتسع، ويعملون بشكل مجاني، وطوال الوقت، ومن دون تكليف أو طلب استشارة، دافعهم إخلاصهم لوطنهم وقضاياه ومصالحه. وحتى إن هم ليسوا على اطلاع كامل على جميع أوراق الملفات في أية قضية، وحتى وإن لم يعلموا من الأمر ما علم به متخذ القرار؛ إلا أن شفيعهم في هذا أنهم إنما حاولوا واجتهدوا بحسب ما توافر لهم من معلومات، وأعطوا رأياً.

والحياة تسير على نسق واحد تقريباً عند مخلوقات الله، إلا بالنسبة للإنسان، الذي تتغير حياته بأشكال مختلفة، وبنسب دوران متعددة، وبالتالي فإنه سيكون بحاجة إلى المشورة والرأي.

نعود للفقرة الأولى من هذا المقال، فالمعني بالمستشارين المجانيين، والبطانة المجانية هم الإعلاميون وكتاب الرأي في الصحف والمواقع الإلكترونية، الذين يمكنهم – عبر تمحيص القضايا – أن يعطوا رأياً فيها، وإن لم يكن الرأي الأفضل والأقرب إلى الصواب، ولكن لابد من وجود إضاءة ما.

غير أن الملاحظ أن عدداً كبيراً من صحافيي هذا الزمان وإعلامييه وكتاب رأيه، وفي ساحات متسعة من الوطن العربي ومطبوعاته، يلجأون إلى الخيارات الأفضل والأسلم بالنسبة لهم، وهي القول بما يقوله الرأي الرسمي، ولن يخلو أي رأي من وجود معارضين له ومؤيدين، وهذا أمر صحي في كل مكان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية