العدد 3154
السبت 03 يونيو 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أوباما... انكشفت مؤامرة سوريا (2)
السبت 03 يونيو 2017

تلاقت مصالح كل من واشنطن وموسكو في تدخل الأخيرة بسوريا، ومسك زمام الأمور لحماية النظام من السقوط، والقيام بقتال المعارضة، وإجبارها على التراجع لكي تكون الكفة متوازية بين النظام والمعارضة، بسبب الخوف من الفوضى التي ستصيب سوريا بعد سقوط النظام، وتقسيم سوريا الى مناطق يسيطر عليها كل فصيل وجهة وطائفة، بشكل يجعل الأمور تخرج فعلا عن السيطرة، وهو ما يفسر ردة الفعل غير الأخلاقية لواشنطن، وسكوتها على هذا التدخل الروسي، والاكتفاء فقط ببيانات ومحاولة تسويف القضية من خلال ما يسمى بمفاوضات جنيف التي ساهمت في استمرار الحرب الروسية لتدمير كل ما أنجزته المعارضة خلال الفترة الماضية.

ولأن إدارة أوباما دعمت حليفتها إيران لتنصيبها شرطي منطقة الشرق العربي، استطاعت استغلال موافقة واشنطن على دخولها سوريا، من خلال الاستمرار بالقصف الجوي للمعارضة، بشكل يطيح بها وبما حققته سابقا بشكل نهائي، خلافا للاتفاق غير المعلن وغير المباشر مع واشنطن، بالاكتفاء فقط بتعديل موازين القوى بين المعارضة والنظام. وهذا نجاح روسي وتفوق سياسي كبير، على دولة تشير كل الأدلة إلى بداية اضمحلال قوتها وسقوطها، وفشل سياستها وتخبطها وغدرها بحلفائها العرب وتركيا أيضا.

وعليه، أدركت دول الخليج وبعض الدول العربية والإسلامية، أن إدارة أوباما لم تعد حليفا يمكن الوثوق به والسير معه للأبد، بعد فشل كل سياساتها من أفغانستان مرورا بالعراق وانتهاء بسوريا، والتي جرت على العرب والمسلمين، باستثناء حليفتها طهران، الخراب والويلات والدمار والمذابح، ولهذا عمدت هذه الدول بقيادة السعودية وتركيا إلى تحقيق مصالحها بعيدا عن الغدر الأميركي ووعود واشنطن الكاذبة، وبعيدا عن دولة بدأ نفوذها يقل ولم تستطع حتى حماية حليفتها الأوروبية أوكرانيا.

قد يتغير الوضع الآن بعد ترامب الذي جاهر علنا بمواجهته روسيا وإيران في سوريا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية