+A
A-

إخفاق سلة الأهلي يستمر للموسم السابع على التوالي!

بخروج فريق الأهلي من منافسات الدور نصف النهائي “المربع الذهبي” لدوري زين لكرة السلة بعد خسارتيه المتتاليتين أمام المحرق مؤخرًا، وخروجه من الأدوار التمهيدية لبطولة كأس خليفة بن سلمان على يد المحرق أيضًا، فإن النادي يواصل إخفاقاته على مستوى لعبة كرة السلة في عدم قدرته عن إيجاد ضالته وتحقيق لقب ضائع عنه منذ 7 سنوات تقريبًا، أي منذ آخر موسم حقق فيه لقب بطولة الدوري وكان 2009/2008 حتى موسمنا الجاري 2016/2017.

فبخلاف السيطرة المطلقة التي كونها فريق الأهلي على لقب الدوري لأكثر من عشرة مواسم متتالية وتحديدًا منذ 1979 حتى 1989، وعودته مرة أخرى لتحقيق اللقب في موسمي 2008/2009 و2009/2010، فإن فريق المنامة دخل في صلب المنافسة بقوة وشراسة وأزاح الأهلي بعد أن بسط هيمنته المطلقة على المسابقة.

وفي ظل تألق وبروز فريقي كرتي اليد والطائرة بالنادي الأهلي وتواصل إنجازتهما وتحقيقهما للألقاب المحلية والخارجية لقبًا تلوَ الآخر، فإن فريق كرة السلة يبيت خارج “عش النسر” بابتعاده كل البعد عن وعجزه عن تحقيق بطولة واحدة تعيد للفريق بريقه وهيبته، على رغم الإمكانات المتواجدة في صفوفه وتعدد الأسماء التي بإمكانها تحقيق ما تصبو إليه.

تشكيل الجهاز الفني

بدأ الأهلي قبل غيره بتشكيل الجهاز الفني الذي سيتولى قيادة الفريق الأول في الموسم الحالي، إذ وقعت إدارة النادي قعد التدريب مع طاقم محلي هذه المرة بخلاف الموسم الفائت، فعيّنت الوطني عقيل ميلاد مدربًا للفريق ويعاونه المدرب ريان محمود الذي جددت معه الإدارة الأهلاوية ليبقى في منصبه مساعدًا للمدرب.

تعاقدات مبكرة

وبدأ النادي كذلك هذا الموسم بالحفاظ على ركائزه وعناصره الأساسية فجدد تعاقده مع صانع الألعاب ونجم الفريق الأول حسين شاكر، ثم مع سيدكاظم ماجد وعمران عبدالرضا لموسمين قادمين، قبل أن يختتم “ميركاتو” الانتقالات بالظفر بخدمات علي جعفر قادمًا من سلة الحالة، في الوقت الذي لم يحافظ على لاعبه سيدهاشم حبيب الذي انتقل إلى صفوف المحرق.

التجديد مع هذه الأسماء إضافة إلى العناصر الموجودة في الفريق، جعلت عشاق وأنصار الأصفر تزداد ثقة وقوة في أن يعود فريقها إلى حمل الذهب وأن يحقق على أقل تقدير لقب بطولة الدوري أو الكأس، خصوصًا أن الأسماء الموجودة هي من أفضل الأسماء الموجودة في لعبة السلة، ومنها من يمثل منتخبنا الوطني.

بداية قوية

دّشن النسر الأصفر مشواره في الموسم بكل قوة، فضرب بيد من حديد في أول ثلاث جولات التي استطاع فيها أن يتخطى حاجز المائة نقطة بانتصاره على كل من سماهيج ومدينة عيسى وسترة، ثم انتصر بنتيجة عريضة على النجمة، إذ بدت قوة الأهلي جليًّا عند عشاقه ومحبيه، كونها كانت تُمني النفس بأن يعود لقب الدوري “الضائع” إلى خزائنها، خصوصًا أن درع الدوري له طعم ومذاق خاص في مسابقات السلة.

نشوة الانتصارات الكبيرة مطلع الدوري انعكست سلبًا على الفريق، إذ وقف قطاره في محطة الحالة بمنتصف الرحلة، قبل أن يعود للسكة الصحيحة في الجولة التي بعدها وينهي الدور التمهيدي في المرتبة الرابعة.

تحقيق الأهم

استهل الأصفر الأهلاوي مشواره في الدور السداسي بنجاح، إذ حقق فوزًا مهمًا على الحالة في الجولة الأولى، ثم انتصر على النجمة ليضع قدمه اليمنى في المربع الذهبي، بعدها خسر من المنامة وعاد ليفوز على النويدرات ويحقق الأهم بضمان تأهله إلى الدور قبل النهائي، في حين اختتم منافسات الدور بخسارة أمام المحرق ومن هنا بدأت حكاية الألم.

العبرة بالخواتيم

بداية مشوار الفريق في منافسات الدوري كانت جيدة نوعًا ما من حيث الأداء والنتائج، وكانت جماهيره تزداد في مباراة تلو الأخرى لمؤازرته ومساندته، إلا أن غياب أبرز لاعبيه والتراجع الرهيب في مستوياتهم الفنية خلال المرحلة الأخيرة قلبت كيان الفريق رأسًا على عقب، وجعلته فريسة سهلة لمنافسيه بعد مرحلة من انعدام التوازن الفني ما انعكس سلبيًّا على الجماهير التي فقدت الأمل في استعادة اللقب، ليتعرض الفريق إلى خسارة قاسية ومذلة أمام المحرق في الدور قبل النهائي، بعد أداء باهت “بلا طعم ولا لون” لم يشفع له ولو بمقدار ذرة أن يكون طرفًا في النهائي.

فشل ذريع في الكأس

يُقال بأنّ المصائب لا تأتي فرادى، واصل الفريق مسلسل إخفاقاته في الموسم الحالي، فسقط سقوطًا مدويًا وخرج مبكرًا من الأدوار التمهيدية لمسابقة كأس خليفة بن سلمان على يد المحرق الذي شق طريقه نحو اللقب.

كالعادة وكما توقع الجميع سقط الأهلي المكسور الجناح بالضربة القاضية أمام المحرق في لقاء استعراضي ممزوج بشيء من الشفقة من قبل الأحمر، ولم يقدم لاعبو الأصفر ما يحفظ لهم ماء الوجه في ظل الفوضى في الاداء، وهي السمة المميزة لأداء الفريق الذي استحق أن ناله عن جدارة.

الجهاز الفني

طغى على الفريق كثرة تغيير الجهاز الفني على مر المواسم الماضية، ويبدو أنّه تعود على لغة إقالة المدربين عقب أية خسارة غير متوقعة، أو بالأصح غير مرغوب فيها.

ويثبت كثرة تغيير المدربين خلال السنوات الماضية أنّ السياسة الإدارية والتخطيط لفريق السلة من قبل إدارة النادي لم يكن صحيحًا.

ولعلّ أقرب مثال هو الاستغناء عن المدرب الوطني القدير عقيل ميلاد الذي نجح في قيادة الفريق إلى المربع الذهبي لبطولة الدوري، والتعاقد مع المدرب الأميركي سام فنسنت في “طبخة” محضرة مسبقاً، بانتظار تأكيد العبور للدور نصف النهائي ومن ثم التعاقد مع المدرب الأميركي لقيادة الفريق في هذا الدور إضافة إلى البطولة الخليجية المقبلة، وكأنّ الأخيرة بيده “العصا السحرية” التي يستطيع بها أن يحقق الانتصارات، إذ فشل في تحقيق أيّ نتيجة إيجابية منذ وصوله، حيث تلقى 3 هزائم من 3 مباريات قاد فيها تدريب الفريق وكانت جميعها أمام المحرق.

وعلى الرغم من إخفاق المدرب سام مع الفريق الموسم الماضي، إلا أنّ إدارة النادي عاودت التعاقد معه مجددًا في دليل واضح على تخبط العمل الإداري في اختيار الجهاز الفني. كما لوحظ ابتعاد المدرب المساعد ريان المحمود دون أسباب تذكر!

أسماء أم أشباح؟

إدارة فريق الأهلي عوّلت وراهنت على اللاعبين الموجودين كون ليس لديها خيار آخر، بوجود حسين شاكر في صناعة اللعب وسيدكاظم ماجد وهشام سرحان وصباح حسين وعمران عبدالرضا والمحترف مالكولم والوجوه الصاعدة الشابة، إلا أن الفريق وضح عليه بشكل كبير للغاية تأثره بالانهيار النفسي والذهني والعصبي كذلك والاستسلام سريعًا، وهذا ما جعله يخفق في المواجهتين المهمتين أمام المحرق ليُحرم من الوصول للمباراة النهائية. سيد كاظم للأسف لم يثبت حتى الآن ما يشفع له، وعلي جعفر “العليل” هو الآخر فشل في الإقناع قبل أن يواصل مسلسل الإصابات اللامنتهية، وعمران عبدالرضا بكل اختصار لم يكن الفريق بحاجة له بقدر ما أراده جالساً على دكة الاحتياط!

سوء المحترفين

الملاحظ في السنوات الأخيرة بالنسبة لاختيار المحترفين، عادة ما يكونوا عبأً على الفريق “فرعون وليس عون”، وذلك في ظل عدم القدرة على اختيار اللاعبين المحترفين على مستوى عالٍ أو حتى جيد قادرين على إثراء المستوى وإحداث الإضافة الفنية للفريق، وبالتالي فإن الأمر يتحول إلى نوعٍ من العبء المالي على موزانات النادي.

الفريق الأصفر استبدل 3 محترفين هذا الموسم، إذ خاض بطولة كأس السوبر بالأميركي لورن وودز الذي استبدله مطلع مسابقة الدوري بالأمريكي الآخر رينالدو في صفقة وصفت بالأغلى في تاريخ النادي وربما تكون في الوقت نفسه الاكثر فشلا، بعد أن “انصمّ” به، نظير المستوى الفني الضعيف على عكس سيرته الذاتية، ليستقر أخيرًا على الأميركي مالكوم وايت الذي لم يخدم الفريق كثيرًا بسبب الأداء الاستعراضي الذي غلب عليه.

حديث الجماهير

حمّلت جماهير وعشاق القلعة الصفراء إدارة النادي المسؤولية الكاملة في تواصل مسلسل إخفاق فريق كرة السلة على مدار السنوات الماضية، مؤكدة بأن الإدارة لم تعمل على دعم الفريق بلاعبين محليين ذات كفاءة عالية يمكن أن يعول عليها في تحقيق الانتصارات، والتعاقد في المقابل مع لاعبين “منتهيين الصلاحية” لا يستطيعون القيام بواجباتهم على أكمل وجه ولا يقدمون المطلوب، وفوق هذا وذاك استلامهم لمبالغ مالية.

كما حمّلت الجماهير الصفراء أيضًا جزءًا من الإخفاق إلى اللاعبين، معترضةً بشدة على الأداء الذي قدموه خلال الموسم، وأدّى لخروجهم منه صفر اليدين بشكل مخيب للآمال، بعد الفشل في تحقيق أي إنجاز.

وعبّرت الجماهير الداعمة للنادي عن غضبها الشديد من نتائج الفريق الهزيلة هذا الموسم بفشله في التأهل إلى النهائيات على أقل تقدير، مطالبةً مجلس الإدارة بالتدخل السريع وإنتشال الفريق من غرقه ومعالجة الاسباب الجذرية لابتعاده عن تحقيق الذهب لسبع سنوات عجاف.

الوقفة الإدارية

بحسب مصدر “البلاد سبورت”، قُبيل انطلاق المربع الذهبي لم يُهيّئ اللاعبين نفسيًا، بخلاف الأندية الأخرى التي حرصت إداراتها على تهئية لاعبيها للظروف النفسية والذهنية للاعبين بأفضل الطرق.

وتعتبر التهيئة النفسية المقصودة السابقة للنزال الكروي المهم من أهم الأمور التي تسهم في تحقيق نتائج إيجابية للفرق الرياضية، ومع التسليم أن الفروق الفنية بين الفرق المتبارية يكون لها نصيب في حسم تلك المباريات الحاسمة، إلا أن التهيئة النفسية الإيجابية وشعور اللاعب بالانتصار وقدرته على بناء ذهنية (فائزة) تمثل عاملاً مهماً يؤدي في الأخير إلى تحقيق الفوز. فضلاً عن الحافز المادي الذي يسهم بشكل وبآخر في “تحريك” المياه الراكدة إذا ما ذكرنا تأخر الرواتب لبضعة أشهر!

الخلاصة ياسادة

يجب على الإدارة الأهلاوية أن تباشر العمل لترميم الصف الأهلاوي من جذوره وليس شكلياً أو ترقيعياً إن صح التعبير، وذلك أولاً بالتعاقد مع مدرب كفء، جديد الظهور على الساحة المحلة وليس “مستهلك”، ووضع النقاط معه على الحروف من حيث الاستراتيجية والخطة التي يريدان السير عليها، وحبذا أن تكون استراتيجية مستقبلية وليست لموسم واحد حتى ينعم الفريق بالاستقرار الفني والنفسي، بالإضافة لعمل لجنة فنية من أهل الخبرة والاختصاص لتنقية محترف الفريق الأجنبي الذي يشكل إضافة نوعية وليست استعراضية، وأيضاً تكون هذه اللجنة على اطلاع ودراية بمكامن الضعف في الفريق وترجمتها بطرح مقترحات لهوية التعاقدات المحلية التي بإمكان الإدارة العمل على عملها لتقوية صفوفه، كما يجب أن يتم إعطاء الفرصة لوجوه أخرى لشغر الأجهزة الإدارية طالما التغيير سيكون حاضراً.