+A
A-

حديقة الشهيد.. مدرسة في السلوك البيئي

هكذا بدت حديقة الشهيد الكويتية، مدرسة في السلوك البيئي النظيف، وحكاية تختصر برمزياتها ماضي وحاضر الكويت.

تستقبلك عند مدخلها الرئيس شجرة الزيتون الإسبانية التي تبلغ من العمر نحو 500 عام، حيث ينقسم هذا المدخل إلى مدخلين، أحدهما مخصص لعموم الزوار والمرتادين، والآخر لا يفتح إلا عند حضور كبار الشخصيات.

وفي إطار الجولات الميدانية التي نظمتها وزارة الإعلام الكويتية للصحافة، تزامنا مع احتفالات الأعياد الوطنية التي تصادف 25 و26 فبراير الماضي، حلت “البلاد” ضيفة على واحدة من أكبر الحدائق الكويتية وأكثرها رمزية.

ولا تكاد تجد معلما أو منحوتة أو مرفقا من مرافقها، إلا ويحمل في هندسته وقواعد استخدامه قيمة حضارية، وتشجيعا على التطبع بالسلوك البيئي المحافظ على سلامة المرافق العامة، وكيفية الاستفادة منها بالأسلوب الأمثل.

ويتوسط الحديقة صرح الدستور المذهب، المصنوع من مادة التيتانيوم، حيث يقسم هذا الصرح الحديقة إلى قسمين، القسم الأول الذي مثل فترة ما قبل الدستور، والقسم الجديد الذي يمثل الكويت ما بعد الدستور. وجاء تصميم هذا الصرح على هيئة كتاب مفتوح، يحتوي على 183 بروزا مكعب الشكل متفاوت الأطوال، على عدد مواد الدستور، وأن أطوالها متفاوتة بحسب فعالية وتطبيق تلك المواد على الحياة العامة.

وجرى تمثيل فترة ما قبل الدستور من خلال إبرازها كمنطقة غير واضحة المعالم ومبعثرة، وكيف أن حضور الدستور في المجتمع أدى إلى خلق النظام، وساهم في تحقيق النماء والازدهار للبلد.

 

المساحات الخضراء

ووفقا للمنظمين، فإن إدارة الحديقة البالغة مساحتها 220 كيلومترا مربعا تخضع لإحدى المنظمات غير الربحية التي تدير أيضا عملية التوظيف فيها، عن طريق الدوام الجزئي والدائم، للعاطلين والطلاب الكويتيين فقط.

وتضمن برنامج الزيارة لهذه الحديقة التي افتتحها أمير البلاد في 3 مارس 2015، جولة على معالمها ومنحوتاتها الهندسية التي يمكن للناظر لها من زاوية محددة رؤية خارطة الكويت. ومن قوانين ارتياد تلك الحديقة، حظر السير على المساحات الخضراء فيها إلا في موقعين، أحدهما ممر للعبور، والثاني موقع مخصص لتنظيم وإقامة الفعاليات المتنوعة، فيما يمنع الأكل في الحديقة إلا في المطاعم المخصصة لذلك، والتي تتناسب أسعارها مع مختلف شرائح المجتمع.

وتشتمل الحديقة على قاعتين مجانيتين مجهزتين لتنظيم وإقامة الندوات وورش العمل المختلفة، إضافة إلى مواقف تتسع لنحو 900 سيارة.

وعبر ممر النفق الأرضي الذي نحت على جداره أسماء وصور شهداء الكويت بالترتيب الأبجدي، تخرج إلى باحة خضراء جميلة مسماة بالوفرة نسبة إلى منطقة الوفرة الكويتية المتميزة بخضرتها.

متاحف الحديقة

ولسوء الحظ لم يقدر لـ “البلاد” أن تطلع على متاحف الحديقة والمتمثلة في متحف الذكرى ومتحف الموطن، حيث كانت المتاحف مغلقة للصيانة؛ تمهيدا لافتتاحها في الثالث من مارس الجاري، في الذكرى الثانية لافتتاح الحديقة.

وتحتوي الحديقة على 3 ممرات أحدها مخصص لممارسة رياضة المشي والركض، وآخر لكبار الضيوف والأمراء، والثالث للتنقل بين مباني ومرافق الحديقة.

ومن أبرز المآخذ على الحديقة أنها كانت تفتقر للوحات تعريفية بالمعالم والمنحوتات وأقسام الحديقة ومعانيها، إضافة إلى عدم اشتمالها على لوحات إرشادية للزوار، حيث لا يمكن للزائر التعرف على فلسفتها إلا بالاستعانة بأحد المنظمين.

 

نصب الشهيد

وتمتاز الحديقة بمظهرها الخلاب عند حلول المساء، من خلال أسلوب توزيع الإضاءة، واعتمادهم أساليب فريدة لتثبيت الإنارة، كفسيلة ورد مضيئة بين النباتات، وتناغم الإضاءة مع مياه النافورات القريبة من نصب الدستور.

ومن بين معالم الحديقة التي شملتها الجولة كان نصب الشهيد، المصنوع من الزجاج، تعبيرا عن صفاء ونقاء أرواح الشهداء الذين ضحوا في سبيل الوطن.

وتتضمن الحديقة إلى جانب كل ما ذكر مسجد فريد في تصميمه البسيط، ويحمل واجهة زجاجية من جهة مصلى الرجال، إضافة إلى خيمة من الشباك مخصصة كاستراحة للطيور المهاجرة.

وكان ختام الجولة في منطقة مرتفعة شيئا ما من الحديقة مسماة بالمطلاع، حيث تم تخصيص المنطقة المجاورة لها لإجراء الاختبارات على نباتات الحديقة.