الفيلم الذي أعدته قناة الجزيرة وأذاعته عن الجيش المصري وعن نظام التجنيد في مصر يثير الكثير من الشكوك القديمة الجديدة حول الدور الذي تقوم به هذه القناة منذ إنشائها! فما الذي يدعو هذه القناة إلى التصويب على الجيش العربي المصري الذي بقي قويا بعد الخراب الذي أطلقوا عليه الربيع العربي؟

أليس هذا الجيش سندا ورصيدا وظهيرا للأمة كلها؟ هل من الحكمة، وهل من حسن النية أن تقوم الجزيرة باستهداف معنويات جيش عربي عريق كان له تاريخه واحترامه لدى المصريين وكل العرب؟

علامات الاستفهام حول ما أقدمت عليه الجزيرة لا تنتهي، كونها أقدمت على هذا الفعل الذي لم يسبق له أي مثيل، واستهدفت جيشا هو من أنبل وأعظم الجيوش التي أنجبتها الأمة في تاريخها.

لا يمكن أن نعتبر ما قامت به الجزيرة يندرج تحت إطار حرية الإعلام، لأن الفيلم ينحاز بشكل غير علمي بالمرة لأمور تحسبها الجزيرة عيوبا، أو تحاول أن تقنع المشاهد الذي لا يعرف شيئا عن الحياة العسكرية أنها عيوب، مثل قسوة التدريب التي تستخدم لصناعة الرجال وتطويعهم لتنفيذ الأحكام العسكرية دون نقاش، لأن الجيوش عندما تحارب تكون تحت ضغط شديد وتكون في أجواء تحتاج الى تحمل الرجال، فلا حروب تدور في غرف مكيفة!

لماذا ركزت الجزيرة على ما تحسبه عيوبا، وتركت كل التاريخ الناصع للجيش المصري العظيم؟ لماذا لم تذكر أن الجيش المصري الصخرة التي تحطمت عليها المؤامرة التي سعت لتفتيت هذه الأمة؟ لماذا لم تذكر أن المصريين على اختلاف مشاربهم يحترمون جيشهم الذي لم يطلق عليهم الرصاص خلال ثورة يناير، كما فعل الجيش السوري والليبي؟

لنترك كل هذا ونذهب إلى منطقة أخرى... كم مرة حاولت الجزيرة توجيه إهاناتها إلى الجيش الإسرائيلي أو غيره من الجيوش؟

عندما تستهدف معنويات جيش مصر الذي هو جيش كل العرب، مثل الجيش السعودي والبحريني والكويتي والإماراتي، فهي بذلك تمارس حربا نفسية غادرة ضد هذا الجيش الأصيل صاحب التاريخ والاحترام  لدى شعبه ولدى بقية الشعوب العربية.