+A
A-

الثريد... طعام أهل الجنة

الثريد هو نوع من الأكلات التي يعود تاريخها إلى أيام الجاهلية، وهي مشهورة في البحرين و جنوب العراق وقطر ومنطقة الخليج العربي و تونس التي تعتمد بصورة أساسية على تقطيع “ثرد” الخضروات أو الخبز أو كلاهما إلى قطع صغيرة الحجم في صحن عميق وغمسها بمرقة اللحم، ويستخدم عادة خبز الرقاق في هذه الأكلة اللذيذة.
وتتميز الثريد بقيمة غذائية عالية جدا ويتكون من ثلاث عناصر رئيسية وهي الخبز واللحم و مرق اللحم. و هو أقدم الأكلات العربية جاء في كتاب الأوائل أن أول من صنع الثريد هو سيدنا إبراهيم عليه السلام وسمي جد النبي هاشم لأنه كان يهشم الثريد لحجاج بيت الله الحرام، فكان أكارم العرب يقدمون الثريد إكراما لضيوفهم و الثريد هو الطعام المفضل لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الثريد في حديث فضل عائشة: عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “كَمَل مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ”.
ومما يبين فضل وأهمية الثريد عند العرب أن أول هدية أهديت للرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة وحل بالمدينة كانت ثريدا من سمن ولبن وثاني هدية أهديها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة كانت ثريدا من خبز ولحم، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الطعام، فقال صلى الله عليه وسلم: “اثردوا ولو بالماء” إذ كان الثريد هو أحب طعام عنده صلى الله عليه وسلم.
وأثبتت الدراسات الحديثة أن أصابع اليد اليمنى تفرز مادة أثناء الأكل تساعد على الهضم.
و يفيد الثريد الشخص البدين لأن الصالونة تحتوي على نسبة كبيرة من الماء و الخضروات و تساعد على سرعة الإحساس بالشبع، بشرط ألا يتناول البدين كميات كبيرة من الخبز “لا يتجاوز خبزاً واحداً” والثريد مع التمر والسلطة يعتبر وجبة غذائية كاملة!
ويحتوي الثريد على 75 % من وزنه ماء و7 % بروتين و35 % دهون و كوب واحد من الثريد يعطي ما يقارب 214 سعر حراري، ونظراً لاستخدام اللحم فإن الثريد مصدر جيد لعنصر الحديد ويحتوي كذلك على نسبة لا بأس بها من فيتامين ج المهم للنمو والوقاية من الأمراض.
وعن الإمام علي أبن أبي طالب قال: “الثريد طعام العرب”... ويقول ابن القيم: الثريد وإن كان مركباً فإنه مركب من خبز ولحم، فالخبز أفضل الأقوات، واللحم سيد الإدام، فإذا اجتمعا لم يكن بعدهما غاية، وهو طعام أهل الجنة.