+A
A-

منظمة حقوقية إسرائيلية تتهم الجيش بالتستر على تجاوزات الجنود

القدس المحتلة ـ وكالات: أعلنت منظمة “بيتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية، أمس الأربعاء، أنها لن تمد الجيش الإسرائيلي مجددا بمعلومات عن انتهاكات يرتكبها جنوده، قائلة إنه هذه المعلومات لن تؤدي إلى إدانة حقيقية.
وقالت المنظمة المعنية بتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إنها قدمت معلومات على مدى 25 عاما إلى الجيش عن الانتهاكات، لكنها نادرا ما أدت بياناتها إلى ملاحقات قضائية، على ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
وخلصت المنظمة في تقرير لها بعنوان” وروقة توت الاحتلال”، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم معلوماتها “آلية لتبرئة” الجنود.
ورأت أن “مواصلة تقديم شكاوى إلى نظام تطبيق القانون العسكري يضر أكثر مما ينفع”. وتابعت المنظمة الحقوقية:” تقارير الجيش بطيئة وغير فعالة ونادرا ما تؤدي إلى إدانة”.
وذكرت المنظمة في تقرير ورد في 80 صفحة ان التحقيقات العسكرية كانت دون المستوى في ما يخص 8 حوادث وقعت مؤخرا، منها اربع حالات ادت الى مقتل فلسطينيين.
وتقدم المنظمات الحقوقية عادة الشكاوى إلى المدعي العام العسكري الإسرائيلي الذي يشرف على تطبيق القانون في الجيش بما في ذلك الإجراءات التأديبية الداخلية.
ورد الجيش الإسرائيلي بأن تقرير “بيتسليم” “متحيز ولا يعكس الحقيقة، إن دور الادعاء العسكري هو “ترسيخ المبادئ العامة للقانون وقيم العدالة في الجيش الإسرائيلي”.
من جانب آخر، وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه القومي المتطرف أفيجدور ليبرمان اتفاقا على تشكيل ائتلاف امس الأربعاء وأصدرا تأكيدات على أن أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل ستعمل بشكل مسؤول.
وفور تأدية ليبرمان اليمين سيصبح لدى حكومة نتنياهو 66 مقعدا في الكنيست موسعا أغلبية بمقعد واحد في البرلمان الذي يضم 120 مقعدا وهو هدف يقول نتنياهو إنه سعى إليه منذ فوزه في الانتخابات ليحصل على فترة ولاية رابعة العام الماضي. ومن المرجح أن تثير عودة ليبرمان -وزير الخارجية الأسبق- للحكومة قلقا في الداخل وفي الخارج نظرا لتصريحاته السابقة المناهضة لعرب إسرائيل ولمحادثات السلام مع الفلسطينيين التي رعتها الولايات المتحدة ولقوى إقليمية مثل مصر وتركيا.
وأثناء مراسم التوقيع التي وافق فيها رسميا حزب إسرائيل بيتنا الذي يتزعمه ليبرمان على الانضمام لحزب ليكود الذي ينتمي له نتنياهو تحول الرجلان للحديث بالإنجليزية بدلا من العبرية لتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي. وقال نتنياهو “تظل حكومتي ملتزمة بالسعي للسلام مع الفلسطينيين والسعي للسلام مع جميع جيراننا... سياستي لم تتغير. سنواصل السعي في كل طريق يؤدي إلى السلام مع ضمان سلامة وأمن مواطنينا”.
وأضاف أن وجود حكومة أوسع وأكثر استقرارا ستسهل “اقتناص فرص جديدة” في المنطقة في إشارة إلى خطوات سلام محتملة مع دول عربية تشترك مع إسرائيل في القلق من التشدد الإسلامي ومن إيران.
وقال مسؤولون فلسطينيون إنه مع عودة ليبرمان -الذي يقيم في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة- إلى الحكومة كوزير للدفاع تتضاءل فرص إنعاش مفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية وهي مفاوضات انهارت في عام 2014.
لكن ليبرمان الذي تحدث أيضا بالإنجليزية تعهد بسياسة “مسؤولة ورشيدة”. وهدد ليبرمان ذات مرة بقصف السد العالي في أسوان بمصر ودعا لاغتيال قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وقال ليبرمان -وهو من مواليد الاتحاد السوفيتي السابق “في النهاية أعتزم تحقيق الأمن. وكلنا بالقطع لدينا التزام.. التزام قوي.. بالسلام وبالتوصل إلى اتفاق على الوضع النهائي” مع الفلسطينيين.
وسيصبح إسرائيل بيتنا سادس حزب في الائتلاف الديني القومي الذي شكله نتنياهو والذي دفع موشى يعلون عضو الليكود والقائد العسكري السابق للاستقالة من منصب وزير الدفاع احتجاجا يوم الجمعة.