العدد 2770
الأحد 15 مايو 2016
banner
مسؤول لا ينزل الشارع ويخاف على سيارته من “المطبات”
الأحد 15 مايو 2016

مشاريع التنمية والتطوير في مختلف القطاعات تكون ناقصة بوجود مسؤول لا يهتم بالمراقبة ولا يؤدي واجبه بالشكل المطلوب ويقف شخصيا على مدى نجاح العمل، بمعنى أنه ينزل شخصيا الى الشارع ويواجه الواقع للتعامل معه بشكل مباشر وليس عن طريق مكتبه أو ما ينقله الموظف أو مدير الدائرة وغيرها من المسميات.
للأسف نحن في البحرين نعاني من بعض المسؤولين الذين مازالوا يسيرون في الاتجاهات التقليدية التي لا تتناسب مع العصر الراهن والتحديات المستقبلية، ويقومون بخطوات عشوائية تتسبب في الكثير من المشاكل التي تعارض خطط التنمية والتطوير وضعف العمل الذي يقدم إلى المواطن. انظروا الى قائد الوطن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه كيف يتفقد بصفة شخصية وبشكل دقيق كل ميادين العمل ويقوم بزيارات مستمرة لكل المشروعات حرصا منه حفظه الله، لتقدم ونماء ورفعة ورخاء هذا الوطن العزيز والتيسير على المواطنين ومنحهم افضل الخدمات، لا يكاد يمر أسبوع واحد إلا ونجد سموه ينزل الى الناس ويستمع منهم ويطلع على السياسات والخطط والبرامج التي تنفذها الحكومة وكذلك القطاع الخاص، وفي مقابل ذلك نجد بعض المسؤولين يقضون أوقاتهم في المكاتب ولا يخرجون منها الا للعودة لبيوتهم ولا يلتزمون بالمهام الموكلة اليهم من قبل القيادة، مسؤولون يشاركون “بالاسم فقط” في مسيرة الوطن وتطلعات المواطنين، وأمثال هؤلاء مكانهم الطبيعي البيت وليس الجلوس على كرسي يحتاج الى عمل وذمة وضمير وتجربة متميزة في ميدان العمل وخدمة المواطن.
جميع المشاكل المتعلقة بالخدمات التي تقدم الى المواطنين تعود بالدرجة الاولى الى مسؤول لا يحترم عمله ولا يلتزم بالدور المرسوم له في الميدان ويغفل المتابعة ويعيش غرورا من نوع خاص، فبعضهم يرفض حتى التجول في الاحياء والطرقات بسيارته الفارهة للوقوف على المشاكل والصعاب خوفا على سيارته من “الحفر والعناصيص والمطبات” مع أنه هو المسؤول الأول عن كل هذه الحفر والمطبات في شوارعنا ولا يمكنه التحول عن هذا النهج. سمو رئيس الوزراء ينزل شخصيا الى الشارع ويتجول في الاحياء في عز الصيف أو الشتاء ليطلع على احتياجات المواطنين الاساسية بينما ذاك المسؤول يخاف على سيارته ولا يستحمل “الحر” ويكتفي بملاحظات موظفيه وتقاريرهم الناقصة ثم يخرج في الصحافة ويقول.. عندي الحلول المتنوعة والتطويرية والسليمة لهذه المشكلة!
لماذا لا نرى الالتزام عند بعض المسؤولين يسري في الوقت الحاضر ليكونوا اداة فعالة بحق وأصحاب مهمة أساسية؟ الحكومة لا تشجعك على البقاء في مكتبك والابتعاد عن الاسس المهمة لدورك في خدمة المواطن، إنما الحكومة تريد منك ان تكثف نشاطك في الشارع وتكون قريبا من المواطن وعندك مخطط متماسك يطبق في كل الظروف وتؤدي عملك بنجاح دون تكليف مباشر حتى ممن هم ارفع منك. الحكومة لا تريدك مسؤولا منكمشا متعلقا بحب البقاء وإنما مسؤلا ينطلق من ضميره الحي ويعمل بأعلى درجات الكفاءة ويكون هو الرابط بين توجهات القيادة وما يقدم الى المواطن من خدمات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية