العدد 1539
الإثنين 31 ديسمبر 2012
banner
حكومة المالكي وممارساتها الطائفية
السبت 04 مايو 2024

شيء محزن أن تطول معاناة الشعب العراقي وتزداد بعد كل ما قدمه من تضحيات على مدار عشر سنوات.
كم شهيدا سقط في العراق على أيدي قوات الاحتلال الأميركية؟ وكم شهيدا سقط بأيدي فرق الاعدام الطائفية المدعومة من قبل إيران؟ وكم طفلا فقد والديه؟ وكم امرأة ترملت؟ وكم عراقيا تشرد بعيدا عن وطنه، وفوق كل هذا: كم ضاع من ثروات العراق خلال سنوات الاحتلال والتغلغل الايراني في كل شبر من أراضيه؟
هل انتقل العراقيون إلى وضع أفضل مما كانوا عليه أيام نظام الرئيس صدام حسين الذي حركت أميركا جحافلها لكي تقضي عليه؟
هل بعد كل هذه التضحيات والشعارات التي رفعها نوري المالكي ومن على شاكلته يتعرض نصف الشعب للتنكيل والإفقار المتعمد والعيش في خوف دائم بسبب عمليات الاعتقال التي أصبحت تمارس ضده بسبب طائفية المالكي المقيتة.
وكأن جورج بوش أرسل قواته للقضاء على الرئيس صدام حسين وتدمير الجيش العراقي وتسليم العراق لإيران لتحكمها من خلال رجالها الأوفياء الذين يحملون أسماء عربية ولكن قلوبهم وعقولهم صفوية.
هاهم العراقيون بعد عشر سنوات من المعاناة يخرجون بعشرات الألوف ويهتفون ضد الطائفية وضد الاضطهاد الذي يمارس ضدهم من قبل عملاء إيران يا إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة ويا مالكي يا جبان.. تاخد شورك من ايران.
نوري المالكي هو الرجل الذي ارتضاه الاحتلال الأميركي وارتضته إيران ليكون رجلها المخلص في العراق ينفذ أجندتها الإقليمية ولو كان نتيجتها خراب العراق.
وقام المالكي بتنفيذ كل ما تريده إيران وقام بالتنكيل بخصومه من السنة واعتقالهم بحجة أنهم ينتمون إلى تنظيمات إرهابية.
من يصدق أن العراقيين أبناء أغنى دولة في المنطقة، الدولة التي تمتلك كل شيء، الأرض والنفط والماء والرجال الأشداء، من يصدق أنهم يعانون في ظل حكومة المالكي الطائفية من نقص الطعام والشراب والمواد التموينية؟
نوري المالكي هو مجرد وكيل إيراني معتمد على أرض العراق شأنه شأن حسن نصر الله في لبنان لا يشغله سوى تنفيذ الأجندة الايرانية في المنطقة، لذلك كان مستعدا لإشعال الحرب مع إقليم كردستان في الشمال تحقيقا للمصلحة الايرانية التي تقتضي إشعال هذه الحرب لتخفيف الضغط على بشار الأسد في سوريا الذي تسعى إيران بكل قوتها لتمنع سقوطه.
العراقيون بعد سنوات العذاب يستحقون حكومة تحترم آدميتهم وتحقق لهم ما يستحقونه من عيش كريم على أرضهم الغنية بالثروات وبالرجال وبالعلم والثقافة والشعر والأدب، لا حكومة تنكل بنصفهم وتتخذ من طائفيتها المقيتة سندا لبقائها في الحكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .