العدد 1533
الثلاثاء 25 ديسمبر 2012
banner
مجلس التعاون الخليجي والمزيد من التطلعات
السبت 04 مايو 2024

مجلس التعاون الخليجي هو المنظمة العربية الوحيدة التي اتسقت أقوالها ومبادئها التي تأسست عليها مع أفعالها وتأثيرها على أرض الواقع ولم تكن مجرد منظمة مبنية على شعارات وأحلام طوباوية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع.
ولا أحد ينكر أن مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه في الثمانينات من القرن الماضي حقق نجاحات مهمة في مجالات عديدة جعلته من الناحية العملية أهم وأكثر تأثيرا على المواطن الخليجي من الجامعة العربية نفسها، فمع احترامنا للمنظمة العربية التي تسمى بيت العرب، إلا أنها لأسباب كثيرة لم تحقق الحد الأدنى من تطلعات المواطن العربي الذي طالما شعر في مواقف لا تحصى بأن الجامعة العربية عاجزة عن اتخاذ قرار يرضيه وإن اتخذته لا تستطيع إنفاذه أو الدفاع عنه لوقت طويل.
المواطن الخليجي شعر خلال ثلاثة عقود بوجود وتأثير مجلس التعاون لأن غالبية القرارات التي صدرت تتصل على نحو مباشر وملموس بحياة المواطن وتطلعاته.
فالانجازات التي تمت في مجال حماية حقوق الانسان تتصل مباشرة بتطلعات المواطن، والانجازات التي تمت في مجال التعاون القانوني والأمني ومحاربة الارهاب كلها تتعلق بتحقيق الأمن والأمان لهذا المواطن.
وبرزت انجازات مجلس التعاون في السنوات الأخيرة بشكل واضح من خلال الاجراءات التي يسرت التنقل والعمل بين أبناء دوله الست وهو ما اعتبر نقلة على طريق الاندماج وتعميق الانتماء بين أبناء دول المجلس مجتمعين.
ورغم كل هذا فالمواطن الخليجي لا يزال يتطلع إلى الكثير من هذه المنظمة العربية الفاعلة خلال الفترة القادمة وعلى وجه السرعة، لأن الاحساس بالخطر والخوف من المستقبل شعور ينتاب الكثيرين في ظل التغيرات العاصفة التي تضرب أركان الأمة العربية في هذه الأيام.
المواطن البسيط قبل خبراء الاستراتيجية وشؤون الأمن بات يدرك أن الاستناد إلى الغير أو الاتكاء على توازنات دولية معينة في تحقيق الأمن ومواجهة الخطر الخارجي نظرية غير مضمونة، وبات يوقن أن دول المجلس وشعوبها هي وحدها القادرة على تحقيق الأمن ومواجهة ما يتهددها من أخطار.
ولذلك فنحن نتطلع إلى جيش خليجي مدرب ومسلح تسليحا حديثا لكي يكون درعا واقيا لدولنا التي إن سقطت إحداها سوف تنفرط جميعا كما ينفرط العقد.
لم لا وغيرنا يمتلك القوة العسكرية وينميها وهو أضعف منا اقتصاديا وليس لديه الوفرة التي تمتلكها دولنا؟
الأمن ومواجهة الخطر الخارجي لا يتحقق فقط بالتعاون وتبادل المعلومات بين الدول، ولكن امتلاك القوة العسكرية الرادعة يعطينا الأمان ويجعل غيرنا يغير نظرياته وحساباته تجاهنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية