العدد 1517
الأحد 09 ديسمبر 2012
banner
رسائل سلمان إلى الخارجية الأميركية
السبت 04 مايو 2024

رسائل الشيخ علي سلمان التي أطلق عليها “رسائل متعددة للنظام والشعب والعالم”، هي في حقيقة الأمر رسائل إلى الخارجية الأميركية، ولكنها ليست بحال من الأحوال رسائل للشعب ولا للنظام كما زعم، لأن الشعب والنظام يعرفان البون الشاسع بين القول والفعل للشيخ سلمان وغيره من أئمة الحركة الطائفية في البحرين.
تستطيع يا شيخ سلمان أن تبعث برسائل تتماهى بها مع الإدارة الأميركية من خلال وصف حركتكم الطائفية بأنها سلمية – على اعتبار أن ذلك هو الوضع المقبول لدى كل الجهات في العالم – ولكنك لا تستطيع أن تخدعنا ولا تستطيع أن تتحدث باسم الشعب ولا إلى الشعب، لأنك لست وصيا على الشعب البحريني ولست ناطقا باسمه.
كلامكم عن السلمية والتمسك بها يشبه دعاية جوبلز وزير دعاية هتلر التي كانت تعتمد على قلب الحقائق وترويج أكاذيب ثم تكرارها مرارا لكي يصدقها العالم ويعتبرها حقائق ثابتة، بل يصدقها من أطلقها نفسه بسبب هذا التكرار.
كيف تقولون ان حركتكم ليست طائفية وأنتم ترسلون وفودكم لحضور المؤتمرات وتلقي التعليمات من الولي الفقيه الإيراني؟
وكيف تتحدثون عن السلمية بعد كل هذا القتل والتخريب الذي مارستموه على مدار أكثر من عامين؟ من الذي قتل رجال الشرطة؟ ومن الذي يلقي المولوتوف على الأبرياء الذين يقومون بواجبهم في خدمة الوطن ويسهرون لكي تناموا؟
إن إعطاء صفة السلمية لما تقومون به أمر لا يمكن لنا أن نصدقه، لأن الواقع لدينا يقول شيئا آخر، أما الخارجية الأميركية التي سبق وقدمتم لها وثيقتكم (السلمية) فيمكن لها أن تسمي الأشياء بغير أسمائها كما شاءت، فالقوي يعرف الحق كما يقول سقراط، والمواقف الأميركية تستطيع بكل سهولة أن تخلق لنفسها السند والدليل، وقد رأينا مرارا أنها تستطيع أن تجعل المقاومة المشروعة إرهابا وتبرر العدوان على الشعوب.
إنني أستعير مصطلحا جديدا نحته الشيخ عيسى قاسم لكي أصف به جهودكم الدءوبة لإقناع العالم بأنكم لستم طائفيين.
إنه مصطلح “التزوير الإعلامي” الذي استخدمه الشيخ ليصف به الدولة البحرينية على طريقة “رمتني بدائها وانسلت”.
لا يوجد دليل واحد يا سماحة الشيخ يؤكد أنكم غير طائفيين، ولكن يوجد ضدكم عشرات الأدلة التي تسعون إلى التغطية عليها كما كان جوبلز يغطي على نازية هتلر.
هل تريدون أن تقنعونا أن ولاية الفقيه التي تسكنكم حتى النخاع ليست وحدها دليلا دامغا على ولائكم لقيادة غير القيادة وإيمانكم بحدود غير الحدود التي تحيط بالوطن الذي تعيشون على أرضه؟
أرسلوا رسائلكم كما تشاءون إلى أميركا وإلى إيران وإلى الولي الفقيه، لأنهم مستعدون لتصديقها لأسباب قد تكون مختلفة أو غير مختلفة، ولكن لا ترسلوا رسائلكم للشعب البحريني، لأن الشعب البحريني يعرف هو أيضا ماذا يريد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية