العدد 1456
الثلاثاء 09 أكتوبر 2012
banner
ضرورة تفعيل دور مجالس الآباء
السبت 04 مايو 2024

مدرسة “عقبة بن نافع الابتدائية للبنين” تعد أنموذجا للمدرسة التي تطبق الشراكة المجتمعية بنجاح في هذا العصر الذي أصبح فيه التعليم مهمة مجتمعية وليست مهمة المدرسة وحدها.
هذه المدرسة تحرص دوما على دورية اللقاءات الخاصة بمجلس الآباء الذي يعد ممثلا لجميع أولياء الأمور لدى المدرسة، وهو ما يساعد، ليس فقط في معرفة مشكلات الطلاب من وجهة نظر أولياء الأمور، ولكن أيضا لمساعدة المدرسة نفسها في تبني خطط تربوية معينة والقيام بأنشطة اجتماعية وثقافية تعود بالنفع على عقول ونفوس الطلاب.
ونحن إذ نشكر إدارة هذه المدرسة على اهتمامها بكافة جوانب العملية التعليمية، فإننا ننادي أولا بتعميم نموذج هذه المدرسة ومن على شاكلتها من مدارس أخرى في كافة مدارس البحرين، وليس فقط في التعليم الابتدائي ولكن أيضا في المرحلة الإعدادية والثانوية، وننادي ثانيا بمزيد من التفعيل لمجالس الآباء وعدم تركها كحبر على ورق في الكثير من المدارس.
لابد من تطوير هذه المجالس من حيث التشكيل ومن حيث الأنشطة التي تقوم بها هذه المجالس، وأول شيء يجب تغييره هو اسم هذه المجالس، فيجب أن تصبح مجالس الأمناء وليس مجالس الآباء، لأن وجود الآباء وحدهم أو حتى أولياء الأمور وحدهم لا يكفي لتفعيل دور هذه المجالس.
يجب أن تصبح هذه المجالس بمثابة لجان أو تنظيمات مجتمع مدني تمارس دور الشراكة والرقابة مع المدرسة من أجل الوصول بالعملية التعليمية إلى أعلى مستوى ممكن، خاصة ووزارة التربية والتعليم يتولاها وزير له بصماته الواضحة منذ أن تولى الوزارة.
مجالس الآباء يجب أن تتحول إلى مجالس أمناء تضم إلى جانب الآباء وأولياء الأمور الشخصيات المهتمة بالتعليم، خاصة من لديهم القدرة والرغبة في العمل التطوعي ولديهم القدرة على الابتكار وأصحاب التخصصات التي يمكن أن تعين العملية التعليمية وتتقدم بها.
فعندما يتم تشكيل هذه المجالس على هذا النحو، ستكون اجتماعات أعضائها، وما يتم فيها من عصف ذهني، بمثابة مرجع للمدرسة وللمعلمين حول علاقة التعليم بحاجات المجتمع ومشكلاته وهو ما ينعكس على الاستراتيجية التعليمية لها.
ولا مانع من كسر الروتين الذي قد يؤثر على نجاح هذه المجالس في القيام بمهامها، وعلى سبيل المثال يمكن أن تجتمع هذه المجالس في غير وقت الدوام الدراسي لإعطاء الفرصة لأصحاب الأعمال وكبار الموظفين لحضور هذه الاجتماعات وإثرائها بأفكارهم.
ولا مانع أيضا من عقد هذه الاجتماعات خارج المدرسة نفسها، وليكن ذلك في أحد المجالس الأهلية على سبيل المثال، وما أكثر المجالس البحرينية وما يدور داخلها من نقاشات ومناظرات وعصف ذهني.
ومع تقديرنا لما شهدناه من انضباط في مدرسة “عقبة بن نافع”، إلا ان هذا لا يمنعنا من إبداء الرأي من موقعنا كأولياء أمور في مسألة السعي الجاد لعمل “مظلات”؛ تقي أبناءنا حرارة شمس القيظ؛ سواء في باحة المدرسة الداخلية، أو في حدود أسوار المدرسة، كما نتطلع من وزارة التربية والتعليم إمداد المدرسة بمدرسات نظام فصل، حيث قلة أعدادهن، وقد يكون ذلك عائدا لدواعي متعلقة بظروف الحمل والولادة.
ولا يفوتنا في هذا المقام؛ ان نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لكافة معلمات ومعلمي وزارة التربية والتعليم؛ بمناسبة يوم المعلم المصادف للخامس من أكتوبر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية