شعرت بسعادة وفخر لبدء البرنامج الاذاعي «يدا بيد»، ذلك البرنامج الذي يعد فريدا من نوعه في المنطقة التي نعيش فيها، ويعد ابتكارا إعلاميا واجتماعيا بحرينيا غير مسبوق.
لأول مرة، في الاعلام العربي على الأقل، تجد برنامجا إذاعيا يعده ويقدمه شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة ليصبح نافذة دائمة تتناول مشكلات هذه الفئة من المواطنين وتسعى إلى دمجها بشكل كامل في المجتمع وترسخ انتماءها للبلاد.
هذا العمل غير مسبوق لأنه يتعلق بفئة من المواطنين لها علينا جميعا كافة الحقوق، ومن بين هذه الحقوق الحق في التعبير عن الذات وعرض المشكلات التي تتصل بحياة هؤلاء المواطنين.
ونحن نشعر بالامتنان لصاحب هذه الفكرة الانسانية ولكل من ساهم في تنفيذها خاصة المسؤولين في هيئة شؤون الاعلام وفي وزارة التأمينات الاجتماعية.
إن من أهم أسس الحكم على تقدم الدول ورقيها اهتمامها بمواطنيها ذوي الاحتياجات الخاصة، فكلما كانت الدولة مهتمة بهذه الفئة كلما استحقت احترام العالم واستحقت احترام مواطنيها في الداخل.
الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ليس فقط بتوفير الأدوات التي تساعدهم على الحركة أو توفير سبل العيش والعلم، ولكن أيضا بإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن ذاتهم وممارسة كافة أشكال الابداع التي يمارسها غيرهم.
وعندما يتم تخصيص برنامج إذاعي دائم يتولى إعداده وتقديمه إخواننا وأخواتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة فإن هذا يعني أننا دولة متقدمة تعطي لكل مواطن حقه الكامل في ممارسة كل ما يمكنه القيام به من نشاط إنساني واجتماعي واقتصادي شأن بقية المواطنين، وتجعل هؤلاء المواطنين يشعرون بالاحترام والانتماء للدولة ويشعرون بالثقة بالنفس لأنهم أصبحوا منتجين ونافعين لأنفسهم ولغيرهم.
وإلى جانب ما سيحققه هذا البرنامج الاذاعي من تسليط للأضواء على قضايا اجتماعية مهمة، فسوف يكون له دور بلاشك في نشر مفاهيم جديدة وفي تغيير ثقافة المجتمع فيما يتعلق بنظرته وتعامله مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو أمر غاية في الأهمية بالنسبة للصحة النفسية للمجتمع ككل ولهذه الفئة بشكل خاص، فالكثير منا لا يعرف كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ولا يدرك الطبيعة الحساسة لهم،وبالتالي قد يلحق بهم الأذى دون قصد منه.
فالمطلوب من المجتمع الذي نعيش فيه ليس فقط تقديم المساعدة المادية لهؤلاء الناس ولكن في جعلهم يقهرون الاعاقة ويحققون ذاتهم واعتبارهم وينالون تقدير من حولهم.
كل الشكر والتقدير لوزارة التنمية الاجتماعية على دعمها لهذا البرنامج، وكل التقدير والاحترام للشيخ فواز بن محمد رئيس هيئة شؤون الاعلام الذي يضيف كل يوم جديدا في مجال العمل الاعلامي بالمملكة على هذا الانجاز الذي ينعكس إيجابا على صورة البحرين لدى العالم.