العدد 1217
الإثنين 13 فبراير 2012
banner
الخوف كل الخوف على مستقبل سوريا
السبت 04 مايو 2024


إذا كنا نشعر بالألم لما يعانيه الشعب السوري الحر من قتل وتعذيب وإذلال على أيدي رجال الرئيس بشار الأسد، ونشعر باحتقار الذات لرؤية طفل سوري بريء قد فقد حياته وهو في عمر الزهور وتنفطر قلوبنا لرؤية أم سورية ثكلى تصفع و تحتقر الانسانية كلها بصراخها ودموعها، فإننا نشعر بالخوف الشديد على مستقبل سوريا كبلد عربي له مكانته وأهميته في المنطقة التي نعيش فيها.
ما يعانيه الشعب السوري حاليا هو الثمن الطبيعي للحرية والكرامة، “وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق”، وهذه المعاناة مهما طالت فلها نهاية، ولكن الخوف كل الخوف في الوقت الحالي فهو على سوريا ومصيرها ومستقبلها.
فماذا بعد عناد النظام السوري وإصراره على قتل شعبه سوى التدخل الأجنبي وضرب مقدرات الشعب السوري وتدمير جيشه وعتاده الذي هو عتاد الشعب السوري؟
ألا يعلم الرئيس الأسد، الذي طالما تحدث عن العروبة وعن القومية وطالما أسعدته مقولة دول الممانعة - باعتبار سوريا هي زعيمة هذه الممانعة المزعومة - ألا يعلم أنه من خلال عناده يوجه لسوريا وللقومية العربية أسوأ ضربة تقتلها في تاريخها؟
ألا يعلم الأسد ورجاله أن النهاية قد اقتربت وأنهم لاشك سيدفعون ثمنا لبحور الدم التي فجروها في سوريا؟ فإلى متى يصرون على ذبح أبناء شعبهم العزل؟
لماذا يصرون على ارتكاب آخر وأكبر جريمة ضد سوريا وضد العروبة؟ ألا يعلمون أن سوريا سيتم تدميرها لصالح أعداء سوريا وبخاصة إسرائيل العدو التاريخي للعرب؟
إذا هوجمت سوريا من قبل المجتمع الدولي فسيكون الثمن باهظا وسيكتب التاريخ أن بشار الأسد قد قتل من الشعب السوري أكثر مما قتلته إسرائيل من هذا الشعب، وأنه الرجل الذي حقق لإسرائيل أهدافها في تدمير سوريا دون أن تطلق رصاصة واحدة.
وإذا حدث – لا قدر الله – أن تفتتت سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد لأسباب دينية أو قومية، فسيذكر التاريخ أن بشار الأسد وما ارتكبه ضد الشعب السوري كان هو السبب الرئيس الذي احدث هذا التفتيت لأنه أصر على حكم الفرد وعلى الاستبداد ولم يطور نظامه بما يتماهى مع مطالب شعبه ومع المد الثوري الذي هز الوطن العربي في هذه الفترة التاريخية.
وقد يستخدم التاريخ مفردات أكثر قسوة في وصف بشار الأسد ونظامه لأنه يكاد يكون الرجل الوحيد بين رؤساء الجمهوريات العربية الاستبدادية الذي كانت أمامه فرصة أكيدة للنجاة بنفسه وبدولته دون أن يسفك قطرة واحدة من دماء شعبه، لا نقول بعد أن رأى النظام المصري العتيد يتهاوى أمامه، لأنه كان يعتقد إن حكاية الممانعة ستحميه من ذات المصير، ولكن نقول بعد أن رأى مصير رأس النظام الليبي بعد أن خاض في دماء أبناء شعبه.
كان بمقدور بشار الأسد أن يدخل التاريخ من أسوأ أبوابه وأن يصبح قائدا تاريخيا عظيما لو وقف بشجاعة وقال للسوريين أنه يقبل الأرض من تحت أقدامهم من اجل بقاء واستقرار سوريا، وأنه على استعداد أن يسير إلى أبعد مدى في مسيرة الديمقراطية والحرية، وقال لأبناء شعبه أنه فداء لسوريا وأهلها وكرامتها، ولكنه لم يفعل، ولو فعل لحمله السوريون فوق رؤوسهم كبطل ولد من جديد واتخذوه قائدا لهم من جديد، ولكن لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب.
زبدة القول:
إن اسوأ ما يرتكبه نظام حكم في العالم هو أن يضع بقاءه في السلطة في كفة وبقاء الدولة بكاملها في كفة، وهذا هو ما يقوم به الرئيس بشار الأسد ورجاله حاليا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .