العدد 1213
الخميس 09 فبراير 2012
banner
رغم المؤامرات.. لن تسقط مصر
السبت 04 مايو 2024

عندما كتبت في عمودي السابق عن المجزرة البشرية التي وقعت في مدينة بور سعيد المصرية على إثر مباراة لكرة القدم بين فريقين مصريينن، كنت قد تابعت تطورات هذه الحادثة المشينة على شاشات الفضائيات المصرية والعربية، ولكنني في هذه المادة أكتب عن ما سمعت وما رأيت خلال زيارتي للقاهرة على مدى الأسبوع المنتهي حيث كنت في رحلة إلى مصر الحبيبة واقتصرت زيارتي على القاهرة وحدها لأسباب تتعلق بظروف هذه الزيارة إلى جانب أنني خشيت التحرك خارج القاهرة خوفا من أن أتعرض لمكروه، فوسائل الاعلام المصرية تحكي يوميا عن حوادث غريبة على المجتمع المصري وعلى الشهامة التي عرف بها أهل مصر.
حكى لي صديق مصري عن حوادث فردية تثير الضحك، بل تثير المرارة، مثل احد الباعة الجائلين، بل لنقل أحد البلطجية، قام برص بضاعته على إحدى السيارات الخاصة المركونة في أحد الشوارع وبدأ ينادي على بضاعته ويبيع للمارة، وعندما عاد صاحب السيارة ليأخذها وألح على البائع عدة مرات لكي يزيح أغراضه المكدسة فوقها، نفد صبر هذا البائع قائلا له بالعامية المصرية “إطلع من نفوخي..... “عبارة ربما تقترب في معناها من العبارة البحرينية “لا تعور راسي” وببجاحة نادرة أعلن أنه لن يفرج عن السيارة إلا بعد أن ينتهي من بيع بضاعته كاملة!!
فقلت لمحدثي الحمد لله على كل حال أنه وجد السيارة نفسها، فالتأخر لساعة أو ساعتين أخف وطأة من ضياع السيارة بالكلية.
سمعت حكايات كثيرة لا تفسير لها سوى أن كثير من الناس لا يهابون القانون ولا يحترمون أجهزة الأمن.
شاهدت النائب البرلماني السلفي الذي وقف يؤذن لصلاة العصر داخل قاعة مجلس الشعب رافضا الاستجابة لتوسلات رئيس المجلس الذي دعاه إلى التوقف والذهاب للأذان بالمسجد الملاصق للقاعة، وسط دهشة وتهكم زملائه من الأعضاء!!
ولكن الحوادث الفردية كالسرقة والخطف والنهب – رغم زيادتها عن المعدلات الطبيعية كما سمعنا من الاخوة المصريين-، ليست هي ما يقلق الذين يحبون مصر ويعشقون ترابها، ولكن المقلق هو أن هناك أناس على أرض مصر ممن شربوا من نيلها وأكلوا من خيراتها يكرهونها ويريدون إسقاطها.
هذا هو ما يزعج، رغم أن بالصورة غيرهم كثيرون يحبونها ويعرضون أنفسهم للموت حماية لها، فالصورة أمام مبنى وزارة الداخلية المصرية خلال أيام وجودي بالقاهرة خير دليل على ذلك، ففي الوقت الذي تحاول مجموعة غريبة في سلوكها أن تقتحم المبنى، أو بالأحرى تحاول دق اخر مسمار في نعش الأمن في البلاد، هناك شيوخ مععمون ينشرح لهم القلب، من رجال الأزهر الشريف يحاولون الفصل بين هؤلاء وبين جنود الأمن المساكين، هؤلاء الشيوخ الأزهريون وغيرهم من الشرفاء يعرضون أرواحهم للخطر حماية لأرواح غيرهم، وحماية لمصر من السقوط في الفوضى.
وعلى الرغم من اللوم الذي يتحمله رجال الأمن في مواقف كثيرة، إلا أن السعي لاقتحام وزارة الداخلية وغيرها من المؤسسات الحيوية في البلاد هو سعي لاسقاط الدولة بكاملها، وإذا كان هناك كثيرون يقومون بذلك عن جهل ودون فهم لطبيعة الفعل الذي يقومون به، فإن هناك حتما خبثاء لا ضمير له ولا أخلاق ولا ولاء يحركون هؤلاء الشباب ليضيعوا بلدهم.
ليس هناك ما يدل على الوطنية وليس من الشجاعة أو البطولة أن يتم منع الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الذي قبل المهمة الشاقة في هذه الظروف العصيبة من دخول مكتبه في الوزارة حتى الآن، وليس من البطولة أن يحاولوا منع وصول أعضاء مجلس الشعب المنتخبين الذين أتت بهم الثورة من الوصول إلى مقر المجلس.
حماك الله من كل سوء يا أرض الكنانة ورد الله كيد الخائنين في نحورهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية