نتمنى أن يكون للمحافظة الوسطى شيء من اسمها، فهذه المبادرة “مبادرة تواصل” التي رعاها بعض أبنائها هي مبادرة وسطية تسعى لتحقيق الوئام بين أبناء الشعب البحريني وإطفاء نار الطائفية البغيضة التي تهدد أمن واستقرار البلاد وتهدد الأجيال القادمة من أبنائنا.
وإنني من خلال هذه المساحة الصغيرة التي أتحمل أمانة الكلمة فيها أمام الله والوطن أعلن تأييدى التام لكل محاولة تسعى إلى التقريب والتواصل بين أبناء الشعب البحريني، سواء نبعت هذه المحاولة من فرد أو من جماعة، من طرف سني أو آخر شيعي، فالجميع أبناء البحرين، ولسنا ضد أي شخص أو جماعة، إلا من يخون هذه البلاد أو يسعى في خرابها.
كل المخترعات البشرية، وكل ما أنجزته الانسانية من أعمال حققت لها السعادة أو أصابتها بالشقاء قد بدأت بفكرة نشأت في عقل واحد من البشر ثم سعى هذا الشخص إلى تحقيقها على أرض الواقع وواجه الفشل مرات ومرات ثم كان له النجاح فيما سعى إليه وحقق الفائدة لمن حوله من البشر.
وما تمخضت عنه عقول أبناء المحافظة الوسطى هو شيء يجب أن نسجل له احترامنا وتأييدنا، ولابد أن نسعى لدعمه ما أوتينا من قوة، لأن كل إنسان يسعى لنشر السلام والوئام بين أبناء الوطن هو إنسان مخلص لوطنه ولأبناء وطنه، ويستحق أن نرفع معنوياته على الأقل إن نحن عجزنا عن الانخراط معه فيما يقوم به.
نقول هذا الكلام رغم صعوبة إنجاز هذه التطلعات على أرض الواقع، على الأقل في هذه الأيام وما سبقها من أحداث وتبعات، فكل حزب بما لديهم فرحون، وهناك من ينظر إلى الأمور بمقياسه الخاص الذي لا يراعي وجود غيره من الفئات على أرض الوطن، ولا يشغله ثمن إنجاز أجندته الخاصة حتى وإن جاءت على حساب استقرار الوطن.
ونحن إذ نحيي القائمين على هذه المبادرة من أبناء المحافظة الوسطى فإننا نريد منهم المثابرة من أجل إحداث التأثير الذي يسعون إليه ولو بشكل جزئي وأن يأخذوا في اعتبارهم المصاعب التي ستواجههم، وان يسعوا بكل السبل لحشد الدعم الاعلامي لدعوتهم وأن يعملوا على الحصول على دعم وزارة التربية والتعليم للحصول على فرصة الوصول إلى طلاب المدارس وتنمية روح الوحدة الوطنية في عقولهم ونفوسهم.
ولابد للصحافة البحرينية والتلفزيون البحريني أن يفسحوا المجال لأصحاب هذه الدعوات، حتى وإن كان تأثيرها محدودا، على الأقل على سبيل التكريم لكل من يفكر في محاربة الطائفية ونشر السلام الاجتماعي بين أبناء بلده، فهذا التكريم في حد ذاته سيدفع غيرهم إلى السير في ركابهم.