العدد 1202
الأحد 29 يناير 2012
banner
العمل التطوعي وصحة المجتمع
السبت 04 مايو 2024

شعرت بسعادة غامرة أثناء حضوري الندوة الحوارية التي أعدها أعضاء مركز عبد الرحمن كانو الثقافي واستضافوا خلالها السيد صباح عبد الرحمن الزياني رئيس جمعية  المستقبل الشبابية،والتي جاءت تحت عنوان”مبادرة ابتسامة..ريادة شبابية”بهدف دعم الأطفال المصابين بالسرطان.
 لقد عودتنا أسرة هذا المركز منذ كان يسمى بالملتقى الثقافي الأهلي على مثل هذه اللفتات الإنسانية الخالصة البعيدة عن اي توظيف سياسي أو  أيدولوجي.
 والحقيقة أننا في حاجة إلى قوة دفع كبيرة تعمل على بعث العمل الأهلي والتطوعي في نفوس الناس،فتعقيدات الحياة العصرية وطبيعة التطور الذي حدث وسرعة الحياة وطغيان المادة كلها عوامل أثرت سلبا على رغبة الناس في العطاء وفي بذل المال والجهد لمساعدة المحتاجين والمرضى،على الرغم من أن العمل التطوعي قد نصت عليه وامتدحته كل الأديان السماوية وكل الثقافات والقيم النبيلة.
العمل التطوعي البعيد عن أي أهداف سياسية  المجرد من الأهواء الشخصية والرغبة في الوجاهة الاجتماعية،هو أمر غاية في الأهمية لصحة المجتمع الإنساني بشكل عام،فالعطاء يصلح نفوس الطرفين ويزيد من ولائهما وانتمائهما للمجتمع وللدولة،فالطرف الذي يبذل هذا العطاء يشعر بمكانته واعتباره ويشعر أن له دورا وأهمية في المجتمع،والطرف الذي يتلقى هذا العطاء يشعر بالرضا والاحترام تجاه هذا المجتمع الذي لم يبخل عليه بالعطاء وهو في محنته أو مرضه،وبالتالي يزداد انتماؤه وحبه لوطنه وأبناء وطنه.
والمجتمع البحريني دون شك هو مجتمع يتصف بالمروءة والشهامة وشبابه لديهم الاستعداد الدائم لتقديم العون والعطاء للمحتاجين،خاصة المرضى،ولكنهم يحتاجون فقط إلى من يقوي فيهم الحماس ويذكرهم بالقيم الإسلامية النبيلة ويصوغ لهم الهياكل والنظم التي تمكنهم من العمل التطوعي المنظم الذي يشعر به المجتمع.
إننا بلا شك قادرون على إنجاز هذه المبادرة الإنسانية التي تبنتها جمعية المستقبل الشبابية،وقادرون بإذن الله على رسم الابتسامة على شفاه هؤلاء الأطفال الذي أصابهم المرض اللعين وهم لا يزالون في عمر الزهور.
لنجعلها جميعا حملة للبذل والعطاء تليق بشهامة وإنسانية أهل البحرين،وليبذل كل منا على قدر طاقته ولو بإنفاق دينار واحد.
لقد بني أكبر مستشفى لسرطان الأطفال في الشرق الأوسط عن طريق الجهود الذاتية،وكانت البداية حملة في وسائل الإعلام تدعو المصريين والعرب للتبرع لإنشاء هذا المستشفى في القاهرة،وكان شعار الحملة “اتبرع ولو بجنيه”،وكانت النتيجة هذا الصرح العظيم الذي لم تستطع الجهود الحكومية القيام بمثله في أي دولة من الدول.
ولم يكن العطاء المادي هو الشيء الوحيد الذي قدمه المصريون لهؤلاء الأطفال،ولكن كان الدعم اللوجستي والدعم المعنوي المتمثل في زيارة نجوم المجتمع ورجال الدين لهؤلاء الأطفال في مستشفاهم والتخفيف عنهم.
فهيا نضع أيدينا في أيدي جمعية المستقبل الشبابية- متجردين من كل الأغراض السياسية والشخصية- ونصنع شيئا يرسم الابتسامة على شفاه هؤلاء المساكين،ونصنع شيئا نفخر به لمستقبل أبنائنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية