العدد 1197
الثلاثاء 24 يناير 2012
banner
لقاء المحمود بنساء الفاتح
السبت 04 مايو 2024

تابعنا لقاء الدكتور عبداللطيف آل محمود بنساء الفاتح الذي عقد في البسيتين قبل أيام، وما عبر عنه من طموحات وتطلعات من أجل مستقبل البحرين واستقلالها وحمايتها من المؤامرات الخارجية التي عبر عنها والتي نحسها جميعا.
المحمود حذر من مؤامرة دولية تستهدف إقامة ما يسمى بدولة البحرين الكبرى، وقال إن تحقيق الأمن وفرض القانون والاقتناع بالتعايش السلمي هي رؤية التجمع المستقبلية.
ونحن نقول للدكتور المحمود ولكل القائمين معه على أمر هذا التجمع الوطني، الذي نكن له كل تقدير واحترام، إننا نثق إلى أقصى مدى في إخلاصكم وفي نواياكم تجاه الوطن ونثق في رغبتكم وسعيكم للحفاظ على وحدة هذا الوطن وحمايته، ولكننا نرى أن مهمتكم -كتجمع تم تحويله إلى جمعية سياسية – هي مهة ليست بالسهلة وأن ما تتطلعون إلى تحقيقه يحتاج إلى أكثر من التصريحات المخلصة وإلى أكثر من الاجتماعات الدورية والخطب المنبرية.
إن التحدي الأكبر الذي يواجه تجمع الوحدة الوطنية في مملكة البحرين، ذات الأيدولوجيات المتعددة والمتصارعة، أن يتحول هذا التجمع إلى قوة أيدولوجية تغزو وتفتح أراض جديدة وتستقطب من يصعب استقطابهم، ويتحول إلى قوة انتخابية كبيرة تستطيع أن تفرض ما تراه من رؤى عن طرق وجود قوي داخل البرلمان.
ليست المشكلة من وجهة نظري هي صعوبة تنظيم هذا العدد الكبير الذي ينضوي تحت مظلة التجمع، كما تفضل الدكتور المحمود، ولكن المشكلة تكمن في تحويل هذا التجمع إلى أيدلوجية سياسية كبقية الأيدولوجيات الأخرى، يؤمن بها كل هؤلاء ولا يرتضون سواها ويقفون وراء تنفيذها من خلال دعم انتخابي كامل لمرشحي التجمع في أي انتخابات قادمة، لأن امتلاك زمام التشريع في البلاد سيكون الأساس في صياغة ما يصلح أحوال البحرين مستقبلا ويساعد في تنفيذ المشروع الاصلاحي لجلالة الملك.
ولذلك، لابد لتجمع الوحدة الوطنية أن يعمل خلال المرحلة القادمة بكامل طاقته، كحزب، أو جمعية سياسية كاملة الأركان، لها كوادرها، ولها وسائلها في التثقيف ورص الصفوف، ولها لجانها الشبابية والنسائية ولها أنشطتها السياسية المختلفة، ولها مواقفها الشجاعة تجاه جميع الأطراف، بما فيهم الجكومة وسياساتها المختلفة.
وحتما سيكون للمرأة دورها الهام، ولها لجنتها أو أمانتها، حسب التسميات والتوصيفات التي تتخذها الجمعية.
ولكن لابد من التأكيد على ضرورة خروج المرأة من دائرة نون النسوة ودعاوى تمكين المرأة في المجالات المختلفة، ليس إهمالا لقضايا المرأة على الاطلاق، ولكن إعلاءا لشأن الوطن، فالوطن بالنسبة للتجمع ينبغي أن يكون قضيتنا الأولى والأخيرة، والمرأة لها مؤسساتها النشطة التي ترعاها وفي مقدمتها المجلس الأعلى للمرأة الذي تقوده سمو الأميرة سبيكة قرينة جلالة الملك شخصيا.
المرأة البحرينية ليست أقل وطنية من الرجل، ويجب أن تلعب دورا بارزا من خلال هذا التجمع في تربية الأجيال وزرع الولاء والانتماء للوطن في قلوبهم وعقولهم، ولابد لجمعية تجمع الوحدة الوطنية أن تعد كوادرها النسائية القادرة على قيادة مجتمع المرأة للقيام بهذه المهمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية